الجمعة، 19 فبراير 2016

قصة قصيرة : شانوحة

قصة قصيرة: الصورة الليلكية..
   هذه القصّة الاسطورية قصيرة جدًّا

   عند "شانوحا"* كان العاشقان الفتيّان يتنزّهان عصر ذاك اليوم.. كانت الشمس تضفي على الخط الساحلي دفأها.. كانا يطلقان أبصارهما بعيدًا الى الأفق.. حيث توافق الأزرقان.. كانا يتمتعان بالمجاورة والترافق والمكان والزمان.. كل العناصر كانت تلائم العواطف والمشاعر الشبابية.. والمئات من المتنزهين يتريّضون على رصيف الكورنيش البحري.. واليمّ على مد عينك والبصر..
   كان يخاطبها عن حلم.. حلم المراهقين.. كان في تلك الليلة، يجلس الى مقود مركبة غريبة الشكل والتجهيزات.. والسرعة.. في البداية كان كلّ شيء معتمًا والظلام حالكًا.. وجد نفسه يدير مفتاحًا الكترونيّـًا معاصرًا ومتطورًا جدًا.. وما أن تواصلت المركبة بالبرمجة المعقّدة حتى أقلعت بسرعة ضوئية فاقت أي سرعة مرت على ذهنٍ خيّال.. ولم يستطع إلاّ رؤية ما في المركبة فقط..

    قال لها: المفاجأة العظيمة كانت بظهورك الى جانبي.. جلنا في أجواز الفضاء والأكوان.. رأينا مجرات تمرّ ذات اليمين وذات الشمال.. لم يستقر مشهد عند بصيرة.. كنت وكنّا  في عز الفرح والسعادة.. والأنوار متنوعة منها ملايين الإحتمالات والمشاهد والمناظر..  حبيبتي.. آهٍ  لو لم ينتهِ هذا الحلم وهذه الرؤية..

   كانت الفتية تستمع وتحلل.. شاردة الذهن سابرة أعماق المشاعر.. فرحة كادت أن تحلّق بها الى الغيوم.. قالت: الفرح يفرفر ويطيّر ويرفرف.. كما الحمامات والعصافير والأرواح..

   وفي لحظة من اللحظات الغامرة الحالمة.. وجدا الأنوار تتغيّر.. لم يعد النور الأبيض أبيضَ.. ولا الأصفر أصفرَ..  ولا الأزرق أزرقَ.. البحر والجسر وبرّ شانوحة.. وجبل تربل وجبال لبنان الشاهقة.. والسحابات والأفق الأفق..  حثّا الخطى الى أعلى الجسر.. أطلقا الأعين بكلّ الاتجاهات.. تغيّرت الألوان.. تداخل الأحمر بالأزرق..

    مرغا أعينهما.. الليلكي سيطر على كلّ الاتجاهات .. على السماء والبحر والبر والطرقات والشوارع والناس..
    انّه الليلك.. صرخا معًا.. وصرخ غيرهما.. صرخ الجميع.. أنه الليلك.. أنها الليلكية أقبلت..
   انها جنية المراهقين انها جنية العشّاق.. أتت محلّقة.. نشرت لباسها الملوّن.. بسطت جناحيها.. طلت العالم بالليلكي.. سُمعت أصواتٌ تهتف.. "ليليت.. ليليت"..  أصوات تغنّي ، أصوات تصدح، أنغام، مواويل، كلّها تغني:  آه ياليل.. آه يا عين.. أبواق طرب ومطربون "ليلى يا ليلى"..  يقولون ليلى في العراق..
   تداول الناس عمّا يفعلون.. هلمّ نوثّق اللحظة.. وثقّوا اللحظة.. قد لا تتكرّر..
   راح الجميع يوجّه أجهزته في كلّ الاتجاهات.. والتقطت المشاهد الرائعة، العشاق هم أوّل المتحمّسين.. إنها جنيتهم إنها فأل الخير، وبين كلّ الحاضرين كان هناك أحد أقطاب الليلكيّن.. جاهزاً لحفظ المشهد.. لنشره في العالم ليطلع عليه الليلكيّون.. فاستأثر باهتمام الجميع، فاستغلّ العاشقان انشغال الآخرين فاسترقا قبلةً في غفلة عن الأنظار..

*شانوحا.

في الميناء،المنطقة البرّية مقابل مدخل الجسر. وهو تعبير نوحيّ لانّها كانت بالماضي تتعرض للعواصف وللأمواج التي تصل الى البيوت القريبة وتجتاح الطرقات..

الليلك اسطورة ليليت الليلكية

الليلكي    

[بسبب تزايد الليلكيين ننشر بعض النصوص]

   بمناسبة الحديث عن "الليلك"، زهرًا ونباتًا

  لا يسعني إلّا التنقيب في فيلولوجيا اللغة العربية لتبيان المضامين الاحفورية لهذه الكلمة.. وتعقّب المعاني والأسباب العريقة لهذه النبتة.. اسوة بكلّ النباتات والأشياء، التي تضفي الشعوب عليها اسقاطاتها الميتولوجية وسيناريوهات..

  من الوهلة الأولى نجد بكل سهولة تواصل الليلك مع الليل.. ويبدو أنها زهرة ليلية بامتياز شئنا أم أبينا.. مما يفتح المجال لإيجاد أسباب تلك العلاقة..

   ثانيّـًا، نواجه ذاك الحرف "الكاف"، فلمن لا يدري أقول حسب إجتهادي الذي أتابع إنجازه، أنه الحرف الذي يعود الى واحد من الثالوث الفرعوني المقدّس، أي ( كا. با. كو. ) وأبرز المعاني التي توصّل اليها البحّاثة هي أن "الكا" بالعربية تتواصل مع القرين، أي الروح..

    وبالتالي، نستطيع القول أن الليلك هو نبات الروح والباطن.. وهو لون فرعوني في خدمة ميثولوجيتهم..

اسطورة الليلك البابلية

     ربما يكون إجتهادنا في المرّة الأولى قد صبّ باتجاه الفراعنة..  لدى تحليلنا لهذا النبات المزهر الجميل.. فبأي اتجاه قد يصب لدى تعقّب اللهجات الإضافي المناسبة؟

   من المحسوم أن الجزء الأوّل هو ليليّ بامتياز..

   ومن العروف أنّ الليل للنوم والأحلام..

   ومن المعروف أن الأحلام تعبير باطني..

   ومن المعروف أن الأحلام تختلف حسب الأعمار..

   ومن المعروف أن أحلام المراهقين وفيرة مميّزة..

   ومن المعروف أن الآداب طالما أعتمدت تعبير " الأحلام الوردية أو الأحلام الليلكية" دون  معرفة مسبقة للتداعيات اللهجية..

  

    بعد هذا التمهيد.. نسلط الضوء على ليل الليلك.. المتواصل مع الليل وليلى وليلية.. وهذا اللفظ الأخير يقرأ باللغات السابقة "ليليت"..

    وطالما سمعنا اسم "ليلى" في قصائد الغزل منذ فجر التاريخ العربي.. ولا ننسينَ ّ العاشقين العريقين: قيس وليلى..

   وطالما تغنى الشعراء والمغنّون باسم ليلى.. دون أن يدركوا الأبعاد الميثولوجية والفيلولوجية االبعيدة عن وظيفتهم.. 

  وطالما تغنى المطربون "بالليل ويا ليل". مصحوبة بالآهٍ والآهاتٍ.. أيضًا دون إدراك الأسباب المتغلغلة في الوعي الشرقي..

   ذلك يجعلنا نربط بين الليلك وليليت الجنية البابلية.. وليلى العربية.. 

   فما هي قصة ليليت الموثٌقة؟!

 اسطورة ليليت الليلكية - الى ليلى 

 

   .. وفيما يلي اسطورة ليليت البابلية أو الرافدية.. حسب الموسوعة الحرّة. الويكيبيديا. وهي في الأصل ليليث أو ليليس.. وكلّها أحرف لهجية متقاربة مع حرف الكاف الذي ينقلب الى سين وهي أحرف زائدة كما في كثير من اللغات الشرقية والغربية...  فمن هي هذه الشخصية؟؟

   ليليث: 

   بعد ملاحظة الكاتب بضرورة العمل على مصادر موثوقة يقول:

   "ليليث شيطانة" عواصف من بلاد الرافدين تُرافق الريح، واعتُقِد أنها تحمل المرض والموت. ظهرت شخصية ليليث للمرة الأولى كشيطان أو روح مرتبطة بالرياح والعواصف، عُرفت باسم ليليتو في سومر، حوالي 3000 قبل الميلاد. يُرجع العديد من الباحثين التركيب الصوتي لاسم ليليث إلى العام 700 قبل الميلاد..

    تظهر ليليث في المعارف اليهودية باعتبارها شيطان الليل، وكبومة نائحة في طبعة الكتاب المقدس الملك جيمس..

    وهناك صور تبين ليليث وكأنها هي حواء (حاوية الحياة) 

   ( تعليقنا الأوّل: انها تمثّل مصدر الحياة كحواء قبل الانقلاب البشري على الأنوثة، فحمّلوها وزر الشرّ والشيطنة وماتزال المواقف مستمرّة الى الآن)

 اسطورة "ليليت القوة الكونية للخلود الانثويّ" التواصل مع "ليلى" العربية

   يقول موقع "قصص وحكايات" الالكتروني :

    نشأة الاسطورة

    ظهر اسم ليليث في رقم طيني ( قرص ) سومري من مدينة (أور) يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد ويحكي عن أن إله السماء أمر بإنبات شجرة الصفصاف على ضفاف نهر دجلة في مدينة أورك وبعد أن كبرت الشجرة اتخذ تنين ٌ من جذورها بيتاً له بينما اتخذ طائر مخيف من أغصانها عشًّا له لكن في جذع الشجرة نفسها كانت تعيش المرأة الشيطانة ليليث، وعندما سمع (جلجامش) ملك أورك عن تلك الشجرة حمل درعه وسيفه وقتل التنين واقتلع الشجرة من جذورها فهربت ليليث إلى البرية . ويبدو أن شجرة الصفصاف بالنسبة لـ ليليث كالتابوت لمصاصي الدماء. 

    تنتمي أسطورة "ليليث" إلى أصول تاريخية قديمة جداً، فهي تتصل ببابل القديمة، حيث كان الساميون القدماء يتبنون مجموعة من المعتقدات الخاصة بأجدادهم السومريين، كما ترتبط بأكبر أساطير الخلق. هناك روابط متينة تلصقها بالثعبان الذي يدعى تيامات Tiamat، إنها بقايا ذكريات طقس قديم جداً كرّم أكبر إلهة سميت كذلك بـ " الثعبان الأكبر " و "التنين"، أو القوة الكونية للخلود الأنثوي، والتي عُبدت من خلال هذه الأسماء: عشتروت ، أو عشتار ، ميليتا ، إنيني أو إينانا. وقد كشفت نقوش في الآثار البابلية ( مكتبة آشور بانيبال ) عن أصول ليليث، البغي المقدسة لإنانا، والآلهة الأم الكبرى، التي أرسلت من قبل هذه الأخيرة كي تغوي الرجال في الطريق، وتقودهم إلى معبد الإلهة، حيث كانت تقام هناك الاحتفالات المقدسة للخصوبة، كان الاضطراب واقعاً بين " ليليث " المسماة " يد إنانا "، والإلهة التي تمثلها، والتي كانت هي نفسها توسم أحيانًا بهذا اللقب "البغي المقدسة".

   الاسم " ليليث " جذر لغوي في الفصيلة السامية والهندو أوروبية. فالاسم السومري " ليل Lil " الذي نجده ممثلاً في اسم إله الهواء " أنليل " يدلّ على: " الريح " و" الهواء " و" العاصفة " إنه الريح الحارة (بحسب المعتقد الشعبي) الذي يعطي الحرارة للنساء أثناء الولادة، ويقتلهن مع أطفالهن. عُدّت "ليليث" في البداية باعتبارها من أكبر القوى المعادية للطبيعة تتصدر مجموعة مكوّنة من ثلاثة آلهة: أحدهم ذكر والاثنتان أنثيان: " ليلو " وليليتو" و"أردات".

    ومن الواضح ان اسطورة ليليت تتواصل مع الليلك ومع ليلى العربية..

   فماذا في اسطورة ليليت أيضًا؟ 

    ما كان المرء ليتعقّب هذا الحدث الاسطوري لولا تلك العلاقة التي ظهرت بين اللون الليلكي وليليت الاسطورية.. سيما وأن الابحاث تربط بينها وبين الحدث الآدمي.. الذي ترسّخ في الثقافة الشرقية.. ولا نستغرب مصادرة هذا الحدث من جذوره البابلية.. الى الثقافة التوراتية، ( والتورات اسمها بيبل اي بابل) فماذا تقول الدراسات عنها؟؟

    آدم و ليليث

******************

    ليليث هي شخصية معروفة فى كتب اليهود (الزوهر، بن سيرا) حيث تقول الاسطورة أنها كانت الزوجة الأولى لآدم عليه السلام قبل حواء وتختلف الروايات بالحديث عن ليليث ولكن أشهر الروايات تقول أن ليليث هى المرأة الاساسية التي خلقها الله مع آدم من الأرض ولكنها لم ترضَ بسيطرة آدم عليها فهربت منه وأصبحت معشوقة الشيطان وكانت تلد له في اليوم 100 طفل. فاشتكى آدم لله لما فعلته ليليث فأرسل إليها ثلاث ملائكة لإرجاعها ولكنها رفضت الرجوع فتوعدوها بقتل 100 طفل من أطفالها كل يوم ومنذ ذلك اليوم تعهدت ليليث أن تقتل أبناء البشر.

   كما تصور ليليث أيضاً على أنها الحية التي أغوت آدم وحواء للأكل من الشجرة المحرمة . كانت أيضا توصف بأنها جميلة جداً وتمتلك صفات مغرية حيث يقال أنها كانت تتجسد ليلاً أمام الرجال لكي تغريهم ثم تقتلهم وكانت ليليث تلقب بـ (قاتلة الأطفال) لها أجنحة ومخالب وتأتي ليلاً لقتلهم .

   غالباً ما يعاد طباعة كتاب شائع حول تقاليد "الكابالا" ومنها تعويذات وصيغ سحرية كتعويذة للحماية من ليليث المأخوذة من سفر رازيل. ومن قصتين من قصص خلق الرجل والمرأة من قبل يهوه (يهوه: اسم الرب عند العبرانيين) في الإصحاح 1 و2 من سفر التكوين حيث ستولد أسطورة ليليث في العصور الحديثة: المرأة الأولى المخلوقة، التي تنطق بالـ "اسم غير المُعَبَّر عنه" والتي يزودها بأجنحة تمكّنها من الهروب من جنّة عدن لتفارق آدم إلا أنها لم تتوقع أن يقتفي أثرها ثلاثة من الملائكة هم (سينوئي) و(سنسنوئي)  و(سامينجيلوف) فيجدونها عند البحر الأحمر ويطلبون منها العودة، لكنها تأبى ذلك وترتبط بالشيطان وتلد منه فيتوعدها الملائكة بقتل أولادها، فتحقد على حواء وذريتها وتقتل أبناء حواء من البشر وهذا يرجع إلى غيرتها منها خاصة أن حواء خلقت من طين لكي تكون بديلاً عنها مع آدم.