السبت، 5 مارس 2016

      نص قصير
      ------------
     ماانتُزع القلمُ من جيبه منذ ثورة ٥٧
   كلّ أنواع الأقلام .. بدأ باللوح الحجري 
   بالكوبيا فالرصاص فالحبر
   والحبر سائل ومجيبٌ
   والحبر جافٌ
   والحبر ألوانٌ
   والورق غرام رقةٌ وركاكة ولطف
   أمّا الجيب فعلى الصدور
   والصدور الى القلوب.. 
   أحبّ صاحبنا الكتابة.. فلم يحظَ بورقةٍ إلّا وحفظها.. وما وجد قلمًا إلّا وجربّه.. وما صادف كتابًا الّا وتصفحه..
   قرأ.. جمع.. راكم..الغلاف الى الغلاف.. رفوفاً رفوفًا.. والرفوف طيور محلّقة..
  امّا نحن فقد كنّا الأكثر إفادة.. فما اقترب من مسطّح إلّا وامتشق قلمه من صدره.. ملّس ورقةً وراح يكتب كلمة تناسب اللحظةَ..
  يسلّم مكتوبَه لأوّل المصادفين والمصادفات ممن يجاورونه.. منهم المهتم ومنهم المغتم.. والكلّ مساير سائر..
  يفاجَأ المستلم المسالم.. إذ أن المكتوب ليس رسالة غرام..
  وتتفاجأ المستلمة أن فيها كثيرًا من الحبّ..
  وهذا الحبّ أنواع.. فيه حبّ الحياة.. حبّ الآخرين .. حبّ الحبّ.. حبّ السلام ..  وفيه حبّ الكلام..
  منهم من أعجب منهم من بشّر..
  لكن أدرك الجميعُ أنها طاقة تتجلّى.. وهي خير التجلّيات.. عظيمةٌ جلودة وجلادة، سلاسة وسلسة..
  مايزال القلم في جيبه.. وقد يكون متأبّطًا كتابًا..
  وصرنا نرى إضافةً عليه جهازًا الكترونيًا.. وقّع عليه بصماته.. وراح يكمل المشوار..