بكتريا الحب
قصة قصيرة:
بكتريا الحبّ
**************
لم يقلْ أحدٌ أن للحبّ نوعًا من أنواع البكتريا السائدة في الكرة الأرضية..سابقًا، قيل.. منه المفيد ومنه الضارّ..
قيل لا يمكن للإنسان الإستغناء عن بعضٍ منه ..
قيل هو المسبب لانتشار الامراض والأوبئة..
قيل من أنواعه ما يعيش في جوف الحرارة العالية..
في فوهات البراكين قريبًا من الحمم المنصهرة..
قيل من أنواعه ما يتكاثر حتّى في جليدالمحيط المتجمّد..
قيل من أنواعه ما يعيش على الاوكسيجين، أو بدون أوكسيجين
يعيش في طبقة الاتموسفير وفي الفضاء الخارجي..
قيل يحيط بنا يرافقنا طوال حياتنا لا يفارقنا نتنفسه نأكله
قد ندري أو لا ندري.. ينام معنا وبيننا
قيل نرضع أول بكترياتنا مع حليب الأم.. ويرافقنا اينما ذهبنا
يرافقنا كيفما توجّهنا رفيقًا رفيقًا غير ثقيلٍ
إذًا هو الذي ينسج علاقةً وثيقةً بين الأم ووليدها
تبدأ العلاقة البكتيرية من رحم الرحمة الى جدث الرحمة
ينسج هذا المخلوق راحةً بينهما فور التقارب بينهما
كأنما جينات هذا المخلوق مشتركة بين الكائنين الوالدين والوليد...
...قيل حياة هذا المخلوق قصيرة.. ولكن..!
قيل وهبته الطبيعة قدرة عظيمة على البقاء
قيل وهبته الطبيعة قدرة عظيمة على التكيّف
قيل يتكاثر بسرعة هائلة وبكميّات هائلة
قيل يقفز قفزات نوعية وجينية سريعة
قيل أكثر كائن يكتسب المواصفات الجديدة
قيل في لحظات قليلة ينسل انسالًا جديدة
قيل حسب البيئة يستولد أجيالًا لهذه البيئة
قيل ما التقى اثنان إلّا وكانت البكتريا بينهما..!
قال لذلك أحبّ أمي بل استريح الى جانبها
قال أحبّ أصدقائي استريح الى جانبهم
وتوقّف صاحبنا مفكّرًا.. همسَ لذاته (ايه)
ضرب كفّــًا بكفٍّ !؟
اذًا هذا ما نشعره كلما تقاربنا
اذًا لا نشعر نفس الشعور مع غريب
اذًا يحيط بنا دافع يحول دون التنائي
اذًايحفّزنا للتلاقي
اذًا يدفعنا للشوق واللهفة
اذًا البعاد حارقٌ وجرعةُ بكتريا ملطّفةٌ
قالت لاارتضي النأيَ عنك
استريح بين يديك على صدرك
اجهل الأسباب التي توثّقني بك
اشتاق بسرعة للقياكَ
ما لي عاجزة عن استبدالكَ
اعتدتُ عليكَ حبيبي
قال لا شفاء لي من هذا الداء
قال لا علاج في البيْن
أحبك حتى الوفاة
انتِ دائي ودوائي
أنتِ الحيوي والمضاد الحيويّ
هذا ما لا مناعة مكتسبة منه..!
حالت الظروف بينهما.. عاشقان منذ الطفولة
تربّيا معًا.. الأيّام قاسية.. والأهل تحوّلوا عن الجيرة
ناحا كعاشقين بل هما عاشقان حقّــًا
توادعا.. انفصلا بعد لأيٍ وطول ابطاء
انهما ديما وديموس
سُمّيا نفس التسمية
أتراب جيران أهل وأصحاب
بكاء وسهر الليالي وقلق الفراق
رسائل واتصالات
أوراق من أثر الحبيب..
ضعف وهنٌ وهذالٌ
ارضاء واسترضاء
اغراءات واجراءات
ترغيب وترهيب
اقناع وتشجيع
ما بقي الّا طبيب وحكيم
أحدهما للوصفات والثاني للحكمة
قال لا شيء يستدعي الاستئصال
قال الآخر لا علاج للعشق
وداوها بالتي كانت هي الداء
عُرِضا على مشايخ
منهم من قال ما التقى اثنان إلٌا وكان بينها
لم ينبث باسمه
والعلاج بالصلاة والصوم..!
..قيل اسأل مجرّب ولا تسأل حكيم
قال المجرّب: لا علاج لهذين الاّ على قاعدة..
وداوِها بالتي كانت هي الداء
سُئل كيف.. أجاب نحن السابقين وهما اللاحقَين
سُئل كيف أصبنا كلّنا بما أُصيبا
يا اخوتي تلك البكتريا تتكيف بسرعة
كلّ الأدوية تصبح من الماضي بعد اول جرعة
سُئل والحلّ
ابتسم كمن حقّق انجازًا عظيمًا
ابتسم كعاشقٍ يستعد للقاء الحبيب
كادت تدمع عيناه من فرط السنين َ
لكليهما جرعة من حبّ الحبيب
كيف؟ والجواب حاضر:
الحاجة سريعًا لبكتريا الحبّ
اعملوا على تبادل الألبسة
دون غسيل دون كوي..
دمعت عيناه مد ّيديه تأبّط قميصًا معلّقًا
قرّبه الى صدره الى وجهه
مرغه بالكفين تنشق وتنشق وتنشق
مسح دموعًا حارّةً بذاك القميص
وقال وصفتَه: في البداية ثلات جرعات في اليوم
تتناقص الى أن يقضيَ أمرًا كان مفعولا..
.. بعد فشل كل التعاويذ
بعد سقوط كل محاولات السحرة
بعد كلّ الرُقى والصلوات
أزعن أولياء الأمر لتجربةِ وصفة المجرّب
إذ لا حلّ بالعودةح للتقارب
حيث الظروف قاهرة..
وجدوا الطريقة والقناعة بتبادل القمصان
غير مغسولة وغير مكوية
وأقسم أولياء الأمر على تزويجهما في حينه
اطمأنّ الاثنان واتفقا على النجاح
راحت ديما تتخصّص بالبيولوجيا
راح ديموس يتخصّص بالمعلوماتية
وضعا نصب أعينهما هدفًا قلّ نظيره
وما يزالان يعملان على تحقيقه
هو ( أيجاد بكتريا الحبّ رقميّــًا عبر الانترنيت)
قالا: بكتريا الحبّ سيقضي على الفيروس الالكتروني..
***********************************************
بكتريا الحبّ
**************
لم يقلْ أحدٌ أن للحبّ نوعًا من أنواع البكتريا السائدة في الكرة الأرضية..سابقًا، قيل.. منه المفيد ومنه الضارّ..
قيل لا يمكن للإنسان الإستغناء عن بعضٍ منه ..
قيل هو المسبب لانتشار الامراض والأوبئة..
قيل من أنواعه ما يعيش في جوف الحرارة العالية..
في فوهات البراكين قريبًا من الحمم المنصهرة..
قيل من أنواعه ما يتكاثر حتّى في جليدالمحيط المتجمّد..
قيل من أنواعه ما يعيش على الاوكسيجين، أو بدون أوكسيجين
يعيش في طبقة الاتموسفير وفي الفضاء الخارجي..
قيل يحيط بنا يرافقنا طوال حياتنا لا يفارقنا نتنفسه نأكله
قد ندري أو لا ندري.. ينام معنا وبيننا
قيل نرضع أول بكترياتنا مع حليب الأم.. ويرافقنا اينما ذهبنا
يرافقنا كيفما توجّهنا رفيقًا رفيقًا غير ثقيلٍ
إذًا هو الذي ينسج علاقةً وثيقةً بين الأم ووليدها
تبدأ العلاقة البكتيرية من رحم الرحمة الى جدث الرحمة
ينسج هذا المخلوق راحةً بينهما فور التقارب بينهما
كأنما جينات هذا المخلوق مشتركة بين الكائنين الوالدين والوليد...
...قيل حياة هذا المخلوق قصيرة.. ولكن..!
قيل وهبته الطبيعة قدرة عظيمة على البقاء
قيل وهبته الطبيعة قدرة عظيمة على التكيّف
قيل يتكاثر بسرعة هائلة وبكميّات هائلة
قيل يقفز قفزات نوعية وجينية سريعة
قيل أكثر كائن يكتسب المواصفات الجديدة
قيل في لحظات قليلة ينسل انسالًا جديدة
قيل حسب البيئة يستولد أجيالًا لهذه البيئة
قيل ما التقى اثنان إلّا وكانت البكتريا بينهما..!
قال لذلك أحبّ أمي بل استريح الى جانبها
قال أحبّ أصدقائي استريح الى جانبهم
وتوقّف صاحبنا مفكّرًا.. همسَ لذاته (ايه)
ضرب كفّــًا بكفٍّ !؟
اذًا هذا ما نشعره كلما تقاربنا
اذًا لا نشعر نفس الشعور مع غريب
اذًا يحيط بنا دافع يحول دون التنائي
اذًايحفّزنا للتلاقي
اذًا يدفعنا للشوق واللهفة
اذًا البعاد حارقٌ وجرعةُ بكتريا ملطّفةٌ
قالت لاارتضي النأيَ عنك
استريح بين يديك على صدرك
اجهل الأسباب التي توثّقني بك
اشتاق بسرعة للقياكَ
ما لي عاجزة عن استبدالكَ
اعتدتُ عليكَ حبيبي
قال لا شفاء لي من هذا الداء
قال لا علاج في البيْن
أحبك حتى الوفاة
انتِ دائي ودوائي
أنتِ الحيوي والمضاد الحيويّ
هذا ما لا مناعة مكتسبة منه..!
حالت الظروف بينهما.. عاشقان منذ الطفولة
تربّيا معًا.. الأيّام قاسية.. والأهل تحوّلوا عن الجيرة
ناحا كعاشقين بل هما عاشقان حقّــًا
توادعا.. انفصلا بعد لأيٍ وطول ابطاء
انهما ديما وديموس
سُمّيا نفس التسمية
أتراب جيران أهل وأصحاب
بكاء وسهر الليالي وقلق الفراق
رسائل واتصالات
أوراق من أثر الحبيب..
ضعف وهنٌ وهذالٌ
ارضاء واسترضاء
اغراءات واجراءات
ترغيب وترهيب
اقناع وتشجيع
ما بقي الّا طبيب وحكيم
أحدهما للوصفات والثاني للحكمة
قال لا شيء يستدعي الاستئصال
قال الآخر لا علاج للعشق
وداوها بالتي كانت هي الداء
عُرِضا على مشايخ
منهم من قال ما التقى اثنان إلٌا وكان بينها
لم ينبث باسمه
والعلاج بالصلاة والصوم..!
..قيل اسأل مجرّب ولا تسأل حكيم
قال المجرّب: لا علاج لهذين الاّ على قاعدة..
وداوِها بالتي كانت هي الداء
سُئل كيف.. أجاب نحن السابقين وهما اللاحقَين
سُئل كيف أصبنا كلّنا بما أُصيبا
يا اخوتي تلك البكتريا تتكيف بسرعة
كلّ الأدوية تصبح من الماضي بعد اول جرعة
سُئل والحلّ
ابتسم كمن حقّق انجازًا عظيمًا
ابتسم كعاشقٍ يستعد للقاء الحبيب
كادت تدمع عيناه من فرط السنين َ
لكليهما جرعة من حبّ الحبيب
كيف؟ والجواب حاضر:
الحاجة سريعًا لبكتريا الحبّ
اعملوا على تبادل الألبسة
دون غسيل دون كوي..
دمعت عيناه مد ّيديه تأبّط قميصًا معلّقًا
قرّبه الى صدره الى وجهه
مرغه بالكفين تنشق وتنشق وتنشق
مسح دموعًا حارّةً بذاك القميص
وقال وصفتَه: في البداية ثلات جرعات في اليوم
تتناقص الى أن يقضيَ أمرًا كان مفعولا..
.. بعد فشل كل التعاويذ
بعد سقوط كل محاولات السحرة
بعد كلّ الرُقى والصلوات
أزعن أولياء الأمر لتجربةِ وصفة المجرّب
إذ لا حلّ بالعودةح للتقارب
حيث الظروف قاهرة..
وجدوا الطريقة والقناعة بتبادل القمصان
غير مغسولة وغير مكوية
وأقسم أولياء الأمر على تزويجهما في حينه
اطمأنّ الاثنان واتفقا على النجاح
راحت ديما تتخصّص بالبيولوجيا
راح ديموس يتخصّص بالمعلوماتية
وضعا نصب أعينهما هدفًا قلّ نظيره
وما يزالان يعملان على تحقيقه
هو ( أيجاد بكتريا الحبّ رقميّــًا عبر الانترنيت)
قالا: بكتريا الحبّ سيقضي على الفيروس الالكتروني..
***********************************************