توت عنخ أمون" اللهجة العربية تكشف سرَّه
لطالما لفتت نظري تلك العلاقة بين الأسماء الفرعونية واللهجات العربية وخاصة العامية.. مما يؤكّد الترابط الحضاري بين الجغرافيتين.. الأمر الذي أكّده الباحث اللغوي المتفوّق الهام من مجمّع اللغة العربية "علي فهمي خشيم" في طرابلس الغرب.. والباحث المصري "سعد عبد المطلب العدل" وغيرهما من الباحثين الممتازين..
المهم، أن الدراسات التي أجريت ونشرت ترى أن تلك الشخصية فيها عناصر أنثوية وتشوّهات خلقية.. يشجّع على الإسراع بنشر الإجتهاد الفيلولوجي .. ولقد ورد في موقع "صوت روسيا" الالكتروني.. ما يلي:
================
سر توت عنغ أمون
بقي الفرعون المصري توت عنخ آمون، الذي دفن في قناع مصقول من الذهب ، يعتبر لفترة طويلة على أنه مثال العظمة والجمال. ولكن في الواقع، وكما ثبت مؤخرا للعلماء، أن هذا ليس كذلك.
فوفقا لدراسات حديثة، اكتشف فيها فريق من العلماء، من خلال فحوص طبية وجينية، وصور أشعة سينية، ودراسة نحو ألفي صورة رسم سطحي بأشعة إكس، أن الفرعون الشاب توت عنخ آمون، كان ذا قدم حلفاء (مشوهة خلقياً)... وذا وركين إنثويين. وأشارت بعض التقارير السابقة إلى أن الفرعون، الذي تولى العرش في سن 19 عاما، كان يعرج بوضوح، حيث كانت أصابع قدميه مفترقة عن بعضها البعض.
يقول زاهي حواس، اﻷمين العام للمجلس اﻷعلى للآثار في مصر: "نعلم أن توت عنخ آمون كان يمتلك 130 عصا للمشي، وأنه اعتاد إطلاق السهام وهو جالس".
كما أثبتت التشريحات والاختبارات الحديثة أن الملك توت عنخ آمون كان نتاج زواج المحارم، حيث كان والداه شقيقين (أخ وأخته)، ولذلك وُلد توت عنخ آمون بعيوب وراثية، شملت العرج في الساق، ووركين أنثويين، وأنيابا كبيرة. وكانت اختبارات سابقة على الحمض النووي قد أظهرت أن والد توت عنخ آمون هو الملك أخناتون، الفرعون الذي حكم مصر طيلة 17 عاما، وتوفى غالبا في عام 1334 قبل الميلاد. وقال ألبرت زنك، مدير معهد المومياوات في إيطاليا، إنه استخدم البصمة الوراثية واختبارات الحمض النووي للملك توت عنخ آمون الذي ورثه من والدته فقط، ليتضح من النتائج أن والدته هي شقيقة أخناتون، وبذلك يثبت دون أدنى شك أن توت عنخ آمون كان نتاج زواج المحارم. وكان المصريون القدماء يعتقدون أن زواج المحارم يحافظ على نقاء الدم، ولكن هذا اﻷمر في الواقع جاءت نتائجه عكسية، فلم يكن لديهم أدنى فكرة عن الآثار الصحية لزواج المحارم على الذرية.
ووفقا للباحثين، أن سبب هذه العيوب الجسدية في الحاكم المصري القديم تعود إلى عدم التوازن الهرموني. ويمكن أن زواج المحارم ساهم أيضا في الوفاة المبكرة لتوت عنخ آمون، وهو ما يزال في مرحلة المراهقة. في وقت سابق، افترض العلماء أن الفرعون قتل أو مات أثناء سقوطه من مركبته، وذلك لوجود كسور متعددة في الجمجمة وأجزاء أخرى من الهيكل العظمي.
الآن، يعتقد الخبراء أن توت عنخ آمون ربما مات من مرض وراثي، وأن الكسور حدثت قبل وفاته بكثير، إذ ذكرت دراسة أخرى نشرتها مجلة الجمعية الطبية اﻷمريكية أن مرض العظام الذي عانى منه توت عنخ آمون منتشر بين أطفال اﻷسر التي تتزوج من أقارب من الدرجة اﻷولى، إذ أن الملك كان يعاني من مرض كوهلر الذي يدمر الخلايا العظمية داخل الجسد.
وتشكل هذه الجهود العلمية والفحوص الطبية على رفات الفرعون، الذي يلقبه علماء الآثار بـ "الملك الولد"، أساس فيلم وثائقي ستبثه القناة الأولى في تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)..
الاجتهادات العربية تكشف سر "توت عنغ أمون"
مشكورةٌ تلك الجهود التي قدّمها ويقدّمها الباحثون الأجانب والعرب.. في اكتشاف الأسرار الفرعونية.. وكم كان الأمر مفيدًا لو اندفع الباحثون العرب أكثر من غيرهم.. كونهم أكثر قدرة على تأويل الكلام الفرعوني الذي هو لا شكّ متواصل بحكم المجاورة والجيرة.. بل أقّله، العلاقة الوثيقة بين الجزيرة العربية والحضارة المصرية ( دون تتطّرف باتخاذ المواقف كما فعل بعض البحاثة)..
فماذا يتضمّن اسم " توت عنغ أمون" هذه الشخصية البارزة في التراث المصري القديم من معانٍ.. وما هي دلالاتها؟؟
من الواضح ان الاسم مركبٌ من ثلاثة أقسام:
توت~ عنغ~ آمون.. مع التسليم أن محلّلي شيفرة اللغة الهيروغرافية قد أصابوا بجمع حروف اسمه بالمقاربة اللهجية..
الاسم الأوّل (توت):
توت: تتواصل اللفظة مع "تيت وتات.." وحرف التاء برأيي هو حرف انثوي بامتياز.. ودخل في كثير من لغات العالم كحرف انثوي، ونجده في الفرنسية وغيرها.. مثالchat - chatte). mort - morte) وفي العربية، هو يحوّل الاسم والصفة المذكّرين الى صيغة المؤنّث..(جميل جميلة) وهو الأبرز في جمع المؤنّث السالم.. (جميلات) وهو ضمير المخاطبة مع كسرة..(أنتِ فعلتِ) مما يناسب لهجة " تيتي" ويؤشّر الى المضمون الحقيقي للأسم.. وهو أيضًا حرف المضارعة لدى التوجّه الى المخاطبة.. (انتِ تفعلين).. وهو حرف أساسي مزيد في الافعال المزيدة ( فعل تفعّل تفاعل تفعلل..)
المهمّ في العرض أعلاه انّه حرف أساس في العربية وفي الاسم الفرعوني الوارد معنا.. وهو معتمد في كثير من التصريفات والمزيدات والالصاقيات اللهجية..
فإذا أخذنا الاسم كما هو( توت) يرمز الى نبات التوت.. وجاء في قواميسنا:
التُّوتُ : جنس شجر من الفصيلة التوتيّة ، يزرع لثمره يأَكلهُ الإنسان ، أَو لورقه يربَّى عليه دود القَزَّ ، وأَنواعه كثيرة
الشَّهر الأوَّل من شهور السَّنة القبطيَّة ، يليه "بابه"..
التعليق: ليس لنا الّا ان نربط نبات التوت بالشخصية الفرعونية أيّاها.. باعتبار النتائج التي تقدمها هذه الشجرة المقدسة في صناعة الأنسجة الغالية المفيدة لمناخ (أجيبت) الحار.. ولعلها ذات فوائد صحية في اعتقاد الفراعنة بالاضافة الى المعاني الميتولوجية التي تتصمنها تغذية دود القزّ.. والدليل الإضافي، على قدسية اللفظة، إطلاق اسم توت على الشهر الأوّل من السنة القبطية (الفرعونية)..
وما يناسب الاسم لهجيّـًا لفظة (تايتا أو تيتي) وهو اسم يطلق على الانثى عمومًا وعلى السيدة الجدّة المتقدّمة في السن خصوصًا.. التي تحظى بالاحترام والتقدير.. مثل (نانا)..
وإذا اعتمدت اللفظة (كأسم فعل) كما يحصل لبعض الالفاظ في العربية.. نجتهد بالقول انّ "تيتي" تعني أحد أفعال الانتقال.. ونعتمدها في لهجاتنا العامية ( تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي)
ونلاحظ إضفاء الانوثة على التعبير..
ربَّ سائلٍ عن فائدة هذا الكلام! الجواب أنه طالما كانت القبائل والعشائر تسعى لعودة الميت الى الحياة الدنيا.. وخاصة لدى الفراعنة.. بل أن كل ميتولوجيتهم، كما هو معروف، تعتمد على الخلود والعودة من الموت.. الخ.
ولدينا التواصل مع الفعل العربي (أتى) الذي لا يتضمّن سوى حرفًا اساسيّـًا واحدًا وهو التاء.. هو أيضًا من افعال الانتقال ويتواصل مع اسمه الاول ( توت).
وبالصدفة نجد ان الكلمة (الفرنسية tête) تعني الرأس.. فهو رأس الهرم ومن لهجاته الرائي والراعي (رع..) وهو الحاكم المطلق المتحكّم بالكلّ ( فهو tout).. والجدير بالذكر إن الرأس بالعربية يجوز به التذكير والتأنيث ( هذا الرأس وهذه الرأس) وخاصة بالعامية المصريّة تعتمد التأنيث..
بعد تلك الهوامش الإضافية لا نرى إلّا أن الاسم الاوّل من هذه الشخصية هو انثوي بامتياز ويطلق على السيدة الانثى.. التي غالبًا ما كانت مكرّمة لدى الشعوب المشرقية عمومًا.. وعند غيرهم من الشعوب..
بعد ذلك.. هل نستغرب أن يكون لتوت أو (تيتا) وركان انثويّان.. أو خلل هورموني..؟ نسأل اللغة العربية الجارة تجتهد وتجيب!؟!؟
"عنغ"ومعانيه
بعد الاجتهاد بكشف مضمون القسم الأول من أسمه الذي يؤشّر الى انوثة معاني (توت) التي تتواصل مع تايتا وتيتي بل مع كلمة ( الست) التي تعني بالغربية (السيّدة) ذلك لانّ أمكانية قلب التاء الى سين أمر وارد في العربية وسواها من اللغات.. فنحصل على (سوت وسيت وسات) بل يتواصل مع (شيت وشوت وشاة) مما يدفعنا باتجاه اللغات الشمالية القديمة بحيث نرى ان الشيت الآرامية السريانية هي شيت السيّدة الام المقدّسة.. وتبدو أمامنا أسماء القرى اللبنانية التي تحتوي على هذه اللاصقة.. مثال: (عمشيت وحدشيت والنبي شيت.. الخ) وهو لقب مقدّس بامتياز وانثوي بامتياز وفينيقي وآرامي سرياني حمله الفينيقيون الطرابلسيون معهم الى شمال أفريقيا فاطلقوا اسم (قر حدشت) على الحضارة التي اسّسوها.. واستسهل البحّاثة القدماء تحويل الاسم الى (قرطاجة).. (وتعني المقرّ الحديث أو القرية الحديثة).. ذلك لانّه في التراث العربي وغيره نجد التواصل بين كلمتي (الحدث والطفل.. جمع أحداث) والطفل عمومًا هو جديد (بل هو مستجدّ مما نتركه لموضوع آخر).
وبالتالي فإن توت هو السيّدة المقدسة التي اسمها (شيت) الشمالية وهي المولودة الحديثة الجديدة في العائلة الفرعونية قبل الانقلاب الايديولوجي عليها وعلى توت نفسها وعلى السلطة التي اطلقت شعار التوحيد لأوّل مرة بين الشمال والجنوب المصريَّين..
وعلى الهامش نقول: عندما انقلب الموقف السياسي في مصر الفرعونية تحوّل الاسم المقدّس الى لعنة والى رمز الشر والسقوط.. مثال ( شيت الأنكليزية وسات الشيطانية العربية..)
نقول كل ذلك دون فحص جيني للمومياء المحتملة ان تكون لهذه الشخصية المميّزة في التاريخ البشري.. وبالأستناد الى العربية ولهجاتها.. الخ..
توت وسيتي
بعد المبرّرات أعلاه، صار من الممكن دراسة التواصل بين "توت" و"سيتي" باعتبار الشراكة بين حرفي "السين والتاء" مما يوجب التفتيش عن القاسم المشترك بينهما، فمن هو هذاالانسان؟
حسب موقع المعرفة الألكتروني.. فإنّ "ستي مرن پتاح
من معت رع" أو "سيتي الأول" كان فرعونًا من الأسرة التاسعة عشر، ابن رمسيس الأول و الملكة "سيت رع"، ووالد رمسيس الثاني. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الفترة من 1294 ق.م. أو 1290 ق.م. حتى 1279 ق.م. أو 1305/1302 ق.م. حسب التأريخ المتبع. سماه الإغريق سـِثوسيس. مانيتو أخطأ في إعتباره مؤسس الأسرة التاسعة عشر.الاسم سيتي يعني المتعلق بـ "ست"، والذي يدل على أنه وُهب للإله ست. وكمعظم الفراعنة، كان لسيتي عددا من الأسماء. لدى إعتلائه العرش اتخذ اسم "من معت رع" وتعني: "خالدٌ هو عدل رع". اسمه الأكثر شيوعا والأصلي كان: "ستي مري ن پتاح" ويعني: رَجُل ست ، محبوب پتاح". الإغريق سموه سِثوسيس. مانيتو، خاطئاً، اعتبره مؤسس الأسرة التاسعة عشر.
بعد هذا العرض.. لا بد من ادراج بعض المواقف والاستنتاجات المناسبة:
أ: أن الأسم المؤلّف من الحرف السين الأساس هو متداول في الصفات المرافقة لأصحاب الشأن الفرعوني.. مما يشجّع لاعتماد التبادل بين توت وتيت وسيت وسيس والست السيدة المكرّمة كإسم سائد في الأوساط المصرية القديمة..
ب: نجد جملة من الأسماء السيسية.. بينها، ستي مر پتاح من معت رع، أو سيتي الأوّل، والاب هو رمسيس الأوّل، والملكة سيت رع، وسمّاه الاغريق بأربع سينات المتواصلة مع الثاء اليونانية والتاء العربية.. وهو سِثوسيس.. وتدور المعاني حول ( الست أي السيّدة والاس والأست أي القاعدة.. والأساس أو مخرج المواليد والحياة).. مما يؤكّد على ان الاسم او الصفة (لاصقة) ملتصقة بالاسماء المطلقة على أصحاب الشأن.. وهي في صيغة التأنيث..
ج: ونلفت الى وجود إثني عشر "رمسيسًا" تناوبوا على السلطة ويعتبر الأسم بمعنى (رام سيس) السياسي السائس المؤسّس الرامي من «رمّ» أي المصلح البنّاء.. ( علمًا ان السائس مرادفه راعي الرعية المشتقّ من رع..).
د: وان المرحلة التي تناوب فيها الإثنان سيتي وتوت على الحكم هي متقاربة.. فالأوّل، حكم الفترة من 1294 ق.م. أو 1290 ق.م. حتى 1279 ق.م. أو 1305/1302 ق.م. وتوت حكم مصر طيلة 17 عاما، وتوفى غالبا في عام 1334 قبل الميلاد.
من هنانستنتج أن الأنوثة غالبة على (توت) فإن لم يكن أنثى فإنّه هو وغيره يحاولون إضفاء الأنوثة على صفاتهم.
أقول ذلك، في ضوء التحليل الفيلولوجي دون، وقبل، اللجوء الى تأكيد الفحص الجيني.. للمومياءات المعنية بالموضوع...
( ملاحظة وتساؤل.. ما العلاقة بين الطوطمية وتوت.. علمًا أن الطوطم البولينيزي هو لهجة من توت مع ميم التمييم !؟!؟)
بعد عرض التواصل بين الإسمين "توت وسيتي" الانثويين..
نؤكّد على ان كلمة (سيتي) اللاتينية التي تعني أحد أسماء المكان.. وصارت تعني "مدينة" مأهولة.. مثلها مثل (بعل) التي تعني ( بول وبولي وبوليتيك أي المدني والمدينة).. وكذلك (رام) التي أصبحت راما وبالعربية "رامة"..الخ.
فهذه الأسماء المكرّمة في حينها إلتصقت بالتاريخ والجغرافيا البشرية، لأنّه كان لها شأنٌ حضاريٌّ عظيمٌ لدى الشعوب وقياداتها السياسية..
عنغ أو غنخ
(عنغ) أو (عنخ) يتواصل لهجيّـًا مع (انج) باعتبار أن (ع= همزة.. غ=ج).. مما يسحبنا باتجاه معاني (انجى ينجي ونجا ينجو) فهو في المضمون الميتولوجي العام هو المنجّي الذي جاء ينجّي شعبه وينقذه من الآلام ويخلّصه ويشفعه ويشفيه.. فهذا إذًا أمرٌ صحيحٌ.. يتطابق نظريّـًا مع الرغبات الدينية لدى الشعوب وحكّامها.. فتوت هوالشخصية المنتظرة الذي جاء ينجي شعبه المصري.. بعدما سبق له وآل الى العالم الآخر وعاد منه (نظريّـًا)..
و(انج) هوالملاك في اللغات الغربية وإذا زدنا لام التعريف في آخره نحصل على نفس المضمون الغربي (انجل) فهو إنجيل البشارة لمجيء المخلّص الملاك من فوق، من العالم الآخر..
وإذا أضفنا ميم التمييم نحصل على (انجم) والمفرد "نجم" وبالتالي فأن المضمون يصبّ في نفس الإتجاه الفلسفي الفرعوني.. الذي كان يعتمد الثالوث المقدّس (كا با كو).. وطالما أبدى الإهتمام بالنجوم حيث (فلّ "ك") الى الفلك.. (ك) هو الروح أو القرين (القرينة)..
وإذا قلبنا حرف الغين الى (قاف) يتواصل الاسم مع لفظة (انق) أي (أنقى) فهو النقي الصافي الذي يناسب أيضًا الموقف الديني.. ولا نعجبَن وان تواصل مع ( أنكي) لأن عقول الشعوب متشابهة بالمنهجية والبيولوجيا واللغات متواصلة.. علمًا ان انكي هو اسم حضاريٌّ بابلي شماليٌّ.. تعود جذوره اللهجية الى (أنسي) أي من جذر الأنسان.. مما يجرّنا الى (أنو وآن..).. وهي من أفعال الإنتقال العربية تعود الى الجذر (انى أي أقترب وحضر) طبعًا من العالم الآخر..
طيّب ماذا لو التزمنا بالجذر الثنائي (عن) وهو حرف الجرّ العربي الذي يعني مما يعنيه (المجاوزة والتعليل وانتهاء الغاية والناحية، وبمعنى بعد ومن) لعلّه هو الذي تجاوز الحدود وصاحب "علة" وهو آخر القادمين من العالم الآخر.. لانه المنتهى ومن ليس بعده أحدٌ..
أما إذا أخذنا الفعل (عنّ) سنجد انه "عنين" عاجز لعله "عنس" الأمر الذي يتواصل مع الأنثى والعانس (العنسى).. وها قد عدنا الى الجذور الانثوية لتوت عنغ.. بل الى العجز الجنسي.. بل لعلّه مصابٌ بعنقه لأن الجذر يتواصل مع (عنق).. رغم أنّه هو العِنان والمقود والقائد لهذه الأمّة العظيمة..
وهكذا كشفت لهجات العربية جملة من المعطيات غير المتوفّرة للباحثين دون فحوصات جينية عميقة ومتعبة..
نذكر تلك التناقضات لأنّه لا يمكن لأي سلطة سياسية أن تعيش دون أن تتعرّض للمعارضة التي تقلب المواقف من المنجّي الى المنجّس ومن الوحي الى الوحش..
فيما يتبين للباحث في القسم الثاني من اسم "توت عنغ آمون" ذلك التواصل بين (عنغ) أو عنخ.. مع (أنج) وانجال.. أي الملاك.. حيث لا يمكننا « حسم الجدل البيزنطي » ما إذا كان الملاك ذكرًا أو أنثى.. بالإضافة الى تواصله مع عنسى وعنثى وانس وانسى..
تعقب معاني "أمون"
أمون.. بكل وضوح وبسهولة.. يمكن لنا أن نجزم الأمر لجهة القراءة العربية لهذا الإسم.. فهو (الأمّ) بامتياز.. مع إضافة تنوين الرفع الذي يلفظ (ون) في العربية، منهم من قال أن الحرفين هما للتصغير في السريانية وللتحبّب..! وهل هناك أكثر من الأم أنثى في العالم؟ بل هي الأم المقدّسة لدى كلّ الشعوب.. وكلّ الأديان القديمة والباقية.. لأنّها مصدر الحياة والرعاية.. ؟؟
وإذا بدّلنا.. فيتواصل مع (أمان) الذي يعني ما يعنيه.. من حماية واطمئنان وسلام.. الذي تؤمّنه الأم.. (حواء الحاوية الحاضنة)..
والتحوّل الى حرف الياء نحصل على (أمين) فهو الصادق الوفي والأمين المخلص لقومه، أو هو (آمين) -مدّ الألف- الذي صار في العربية يعني اسم فعل بمعنى «استجبْ» وهو دعاء حسن.. وهو الايمان واليقين الديني والعقائدي..
وإذا قرأناه بلهجة فرنسية ( آمّيه) فيشير الى الحب، من فعل (حبّ يحبُّ محبوب أو محبوبة -تأنيث-)..
والاسم نفسه يؤدّي بنا إلى (الأمة والأمم)..
وإذا ترجمنا "الأم" الى الفرنسية فنحصل على (مار) أي البحر والأم.. وكلاهما مونّثتان.. بل مقّدستان لان الماء والأم هما مصدر الحياة.. علمًا أن (مار) السريانية والعربية تعني القديس والمعلّم..
@@ في النهاية: نودّ أن نقول أن كل المضامين التي يحملها الاسم تتواصل مع الأنوثة بامتياز.. وذلك بالاستغناء عن الفحص الجيني الذي قد يؤكّد أو ينفي أنوثة تلك الشخصية الفرعونية الهامّة في التاريخ القديم.. مما يدفعنا الى أن نقرأ الاسم الثلاثي بصيغ متعدّدة أبرزها (سيّدة نجاة الأمم.. سيّدة الأمان المنجّية.. الى آخر ما يمكن أن تؤدّي اليه الاجتهادات)
وذلك بانتظار ما ستتوصّل اليه الفحوصات الأركيولوجية..
إلّا اننا نقف حائرين تجاه التقليد الفرعوني البارز الذي نجده يتكرر في المشهد الفرعوني ألا وهو الذقن المتناسقة المجدولة والمنتصبة المتدلاّة التي تعني الذكور وليس الأناث..
الفيلولوجيا العربية من "أمون " الى "أمون رع"
قلنا أن كلمة "امون" تتواصل مع الأم.. والأمان والإيمان.. ويبدو ان هذا العصر امّا أنّه عصر انثوي انتشرت فيه محاولات تكريم الأم الأنثى وكان الملوك يتّخذون أو يتفاخرون بحمل أسمها أو أنّنا فعلاً أمام انثى جدّية حكمت مصر القديمة.. وليست المرّة الأولى أو الأخيرة التي حُكمت من قبل انثى، والشخصية الأبرز هي كليوباترا.. وطبعًا فإنّ الصراعات التي شهدتها الدولة المركزية لابد وأن تنعكس على الثقافة واللغة..
من هنا نجد في التراث شخصية أخرى باسم(أمون رع)..
وقد تقاطع قاموس الكتاب المقدّس - دائرة المعارف الكتابية المسيحيّة.. التي تعتبره إلٓهًا.. ببعض المواقف وجاء فيه:
اسم عبري ومعناه "أمين" أو "صانع" وهو اسم:
آمون باللغة المصرية القديمة معناه "المحتجب" أو "المختفي"..
والتعليق السريع انّ اسمه ليس محتجبًا ولا صانعًا.. علمًا أن المحتجب هو (خوفو الخفي) وليس أمون.. ولكن يؤكّد الى انهم كانوا يتبنّون هذه الصفة المكرّمة.. كما ورد في الموسوعة الحرّة:
رع أو "آمون - رع" هو إله الشمس لدى المصريين القدماء، وقد كان رع إلٓها رئيسا في الدين المصري القديم في عصر الأسرة الخامسة، وكان يرمز إليه بقرص الشمس أو شمس منتصف النهار، تمركزت عبادته بداية في مدينة (أون) أو (هليوبوليس) كما اسماها اليونانيون.. وكلمة "أون" المصرية تعني مدينة الشمس، والأسر المصرية الحاكمة التالية ضمت (رع) إلى (حورس) ليصير الإلٓه "رع - حورس" أو رع-حوراختي الذي حكم السماء والأرض والعالم السفلي.. وقد ارتبط الإلٓه الجديد بالصقر.
ولنجتهدْ بمنهجيتناالعربية..
ماذا لو قلنا بسرعةٍ انّه (الأمّ الراعية) ولا نكون قد خرجنا عن الخطّ المعتمد.. ذلك لأن ( رع) يعني:
رعى يرعى.. رأى يرى (يرأى).. روى يروي..
فهو إذًا الذي يرعى شؤون الرعية.. كما يرعى الراعي..
أي هو الذي يراهم ويحرسهم من فوق.. كماالشمس العالية بل كما الطير الذي يحلّق عاليًا.. وأبرز الطيور هو "النسر" الذي إكتسب إسمه من طبيعته البيولوجية.. والفراعنة اتخذوه رمزًا للعلو.. فكرّموا الالٓه (نثر) حسب البحّاثة الأجانب "مشكورين" الذين لا يتقنون العربية ولم يستطيعوا قراءة الرمز على حقيقته.. لان النسر يتواصل مع (نظر ينظر) المرادف لفعل (رأى يرأى يرى).. وفي تراثهم نجد الشخصية الهامّةَ، التي غصّوا بمعرفتها بعيدًا عن العربية.. ألا وهي (حوروس) الذي بكلّ وضوح هو "الحارس" الذي يناسب معنى الراعي الحارس الحامي (الحار الحمس المتحمّس.. أي المتّقد) .. الخ.
ويتواصل اسمه مع "الروعة" التي هي بمعنيين مختلفين:
-الروعة أي الجمال
-الروعة والروع آي الرعب..
وبالتالي هو الحاكم المرعب الرائع كما الجميع ممن حكموا البشرية لاقوا التأييد والمعارضة التي تجلّت بالتراث الشرقي وخاصة العربي الذي حفظ كلّ تلك المواقف..
وهو أيضًا "الرو والريّ "أي الساقي الذي يروي الأرض أي هو مزارع كما هو راعٍ يعني يحمل الصفتين معًا.. بغضّ النظر عن الصراع بين الراعي والزارع.. (موضوع مؤجّل تناوله).. وعلى الهامش نلفت الى أنّ الريّ مقدّس لدى الشعوب وخاصة في الشرق وتحديدًا في مصر.. التي هي (هبة النيل) والنيل هو الذي حظى باسمه لانّه من الجذر (نال ينال ناول يناول الهبةَ)..
ومثله، مثل المطر الذي يعني الماء المنهمرعلى الطبيعة ويسقي الزرع..
وهو الراوي المتكلّم.. أي الآمر.. المتواصل مع الأمير والامارة.. وطالما حصر التراث البشري هذا الأمر بالحاكم المطلق الحازم.. وفي التراث الصيني يرسم رمز الأمبراطور كفمٍ ناطقٍ..
لا بل.. يناسب الجذر (رع) جذرَي ( رح) ( ورخ) أي الروح التي رمّزها الفراعنة بالطير لعلّه الرخ..
أما الروح نفسها (يجوز التذكير والتأنيث) تتواصل مع راح يروح "الى العالم الآخر" والريح والرائحة والراحة والاستراحة.. ذلك كأحد أفعال الإنتقال بين العالمين.. وتناسب الفلسفة الفرعونية التي تتمحور حول الموت.. (موضوع مؤجّل)..
ولا ننسينَ: أن (را) جذر لهجيٌّ يتواصل مع الرأس والرئيس.. وزاد المصوّر الفرعوني رفع شأن الرأس الى حدود فيها مغالاة واضحة..
لذلك يصوّر الرمز بشخصية انسانية تحمل على الرأس النسر والشمس كرمزين رائيين ناظرين من فوق الى الرعية..
وبالتالي فان (أمون رع) هو الأمين والأم الراعية الحارسة.. وكل ما مرّ معنا أعلاه..
========================
هذه جملة اجتهادات من وحي ما سبق لي انجازه ورقيّـًا.. وتعليقًا على ( أمون) تلقّيت من الأستاذ الباحث الصديق العزيز محمد رشيد ناصر ذوق، مشكورًا شكرًا جزيلًا..ما يلي:
أعجبني المقال - ولي ملاحظة واحدة / لقد بحثت في اسماء مصرية قديمة ولي مقال مفصل سوف انشره قريبا فيه ان آمون تعني تماماً أمين - حيث ان كلمة "آمون رع. او آمون را" هو تماماً ( آمون روح ) - وهذه تسمية الملاك جبريل في القرآن (الروح الأمين) - يقول :
وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين . - صدق الله العظيم
من "توت" الى "نفرتيتي"
لقد وجدنا أنّ التواصل متوفّرٌ مع الإسم أو الصفة "آمون".. وبالمقابل نجد التواصل في التراث المصري العريق مع توت أيضًا مع بعض التعديل..
فبما أنّ توت لهجة من تيت وتات وتيتي وتاتا.. الخ.
فهو متواصل مع "نفرتيتي"..
فيما يلي بعض المعلومات من الويكيبيديا الموسوعة الحرة أن:
الملكة نفرتيتي والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع (الذي أصبح لاحقاً أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون. وكانت تعدّ من أقوى النساء في مصر القديمة. عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها ، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها. هى تنتمى للأسرة الثامنة عشرة، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، جومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها. اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى..
--------------------------------------------
أولًا هي حماة توت عنغ آمون.. أي نسيبة ومعاصرة ولها فضل عليه، وبالتالي تعتمد نفس اللهجة اللغوية المعاصرة لها عدا عن تقارب الفلسفة ذات الأهمية في البحث الفيلولوجي.. وقبل الإطلاع على المعلومات المتداولة تبيّن صحّة تفسير "توت" باعتباره أحد أفعال الإنتقال.. إذ ان الموسوعة ترى أنّ "نفر تيتي" تعني (الجميلة أتت).. ونحن نقول بالمقاربة العربية الأكثر انسجامًا انها (سيدة النور) لأنّ تيتي هي السيدة مثل تايتا.. وهي في الحقيقة (آتية)، اسوةً بكل المواليد المهمّين وغيرهم، يرى الناس انهم أتَوا من العالم الآخر وعادوا من الموت.. وعادةً تسبق ولادتهم بشارة نورانية (نيزك أو شهب)..
ونفر هو نور.. بقلب "الفاء إلى واو".. فهي (النور الآتي) أو أي النور القادم ..
وإذا اعتمدنا الجذر (فار) بعزل حرف النون.. فنحصل على:
فَارَتِ الْقِدْرُ : غَلَتْ ، اِرْتَفَعَ مَا فِيهَا
فَارَ النَّبْعُ : تَدَفَّقَ مَاؤُهُ مِنَ الأَرْضِ
فَارَتِ النَّارُ : اِشْتَدَّ اشْتِعَالُهَا
فَارَ الْغَضَبُ : اِشْتَدَّ
فَارَ الْعِرْقُ : اِنْتَفَخَ
فَارَ الْمِسْكُ فِي الْبَيْتِ : فَاحَ ، اِنْتَشَرَتْ رَائِحَتُهُ
فَارَ الماءُ : خَرج من الأَرض وجرى مُتَدفِّقًا
كما هو ظاهر أن ما يفور هما النور والماء، ويشتركان بالأفعال نفسها باللغة العربية.. مثال ( فاض النور وفاض الماء وانفجر النبع وانفجر الفجرُ) ولاتزال كلمة ( فوور) بالأجنبية تعني الفرن والفنار.. و( فاير) الانكليزية هي النار.. من هنا نرجّح أن تكون "سيدة النور" بالعربية.. ونضيف على صفاتها انها سيدة الماء.. ولا نستغرب لأن مصر هي هبة النيل (النيل لهجة من نال ينال)..
سر الامونيين
التكرار والتراكم للمعلومات التي تصبّ بمجرى البحث عن أسرار الفراعنة عبر البحث الفيلولوجي يؤكّد على صحّة المنهج وترابطه وتواصله.. فلا يبقى على المحقّقين إلّا أن يتحققوا من تطابق إكتشافات اللغة العربية مع الأركيولوجيا..
نقول ذلك بعد غيبة عمّا توصلنا إليه.. الى أن التراث المصري القديم كان يعتمد أحد الموقفين:
إمّا أنهم يعيشون في كنف السلطة السياسية والثقافة الأنثوية وقيادتها للمجتمع مع كلّ مايستتبعه ذلك من أيديولوجيا وفلسفات وممارسات..
إمّا انهم كانوا يكرّمون المواقف الانثوية ويتشبّهون بها ويتسمّون بإسمها ويتبنونها ويتفاخرون بها..
إمّا أن هذا الأمر كان عرضيّـًا ومرحليّـًا وترك آثاره على الثقافة والمفاهيم المتداولة..
وللتذكير، سبق أن قلنا أن العرب بالذات كانوا يتسمّون بالأسماء الأنثوية وهي ذات مفخرة وبطولة وليست إحتقارًا أو انتقاصًا من الرجولية المزعومة المتداولة، بعد الإنقلاب الذكوري على المجتمع..
ولنا من الأمثلة كليوباترا الفرعونية وعنترة العربي وغيرهم..
~~~~~~~~~~~~~~~~
نلفت الى أن الأبحاث الإجتهادية أوصلتنا -بدون أركيولوجيا- الى القناعة بوجود عصر (أموني) انثوي، حمل إسم أمون ومشتقاته، كما يوجد عصر الرعامسة (حيث توجد دزينة منهم تعاقبوا على السلطة).. ولا يوجد دليل لهجي لغوي على أنثويتهم أذ إنهم ذكور..
----------------------------------
وتبدو أمامنا شخصية فرعونية بارزة، يستطيع أسمها أن يؤكّد أو يخفّف من حدّة هذه الاستنتاجات..
وهذه الشخصية المشهورة في الأرث الأركيولوجي المصري هي: "امحوتب"..
(امحوتب)
لأهمية هذا المبدع نذكر بعض ما قيل عنه في الموسوعة:
أمحوتب (حوالي القرن 30 ق . م) هو باني هرم زوسر المدرج وهو أول مهندس معماري في التاريخ، وكذلك أول طبيب، وأحد أشهر المهندسين في مصر القديمة، رفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب.
وفي مواقع أخرى:
تتحدث النصوص المصرية عن إمحتب كوزير عاش في حكم الفرعون القوي زوسر ، من الأسرة الثالثة حوالي السنة 2980 ق . م ، وقام أمحتب ببناء هرم سقارة المدرج الشهير للفرعون زوسر في القرن ٣٠ ق . م . اشتهر بحكمته ومعرفته الواسعتين ، وكان هذا الرجل الحكيم فيزيائياً عظيماً وواحداً من المستشارين السياسيين للفراعنة ، وأصبح نصف إلٓه ، ثم في عهد البطالسة أصبح إله الطب أو الشفاء لدى المصريين. وكان الإغريق يدعون أمنحوتب باسم أموتحيس ، ووحَّدوا بينه وبين اسقلبيوس ، إله الشفاء. ومع أنه ليس ثمة دليل معاصر على كون أمنحوتب طبيباً، إلاّ أن مسؤولياته الدينية كانت ذات علاقة وثيقة بالسحر ، وفي مصر القديمة كان السحر والطب وثيقي الصلة . وأقيمت له مزارات ومعابد في مختلف أرجاء مصر وبلاد النوبة . وكان يُعتقد أن حالات شفاء عجيبة كانت ممكنة بفضل تدخّله ، ومن هنا كانت معابده تغصّ باالمرضى الذين ترك كثير منهم سجلات تفيض بالشكران وعرفان الجميل. وقد عُثر على تماثيل وأنصاب بأعداد كبيرة لأمنحوتب كإله الشفاء ، تثبت شهرته الذائعة ، والاحترام الشديد الذي تمتع به في الأزمنة الغابرة ، وقد تضاعفت شهرته على مرّ القرون ، وباتت في زمن الإغريق مراكز لتعليم الطب .
ويبدو امحوتب بالصور يطالع ملفاتٍ وكتبًا
ظهوره
---------
ظهر إمحوتب سنة 2800 قبل الميلاد في التاريخ الفرعوني القديم على أنه الرجل النابغة فهو أول مهندس معماري وأول طبيب معروف الاسم في التاريخ المدون بالإضافة للعديد من المجالات حتى إن البعض اعتبره صانع الأعاجيب. وقد عمل إمحوتب في القصر الملكي كمهندس للملك "زوسر" فصمم هرم زوسر المدرج في سقارة مصر حوالي 2630 ق.م. - 2611 ق.م. في الأسرة الثالثة. كما كان لعمل إمحوتب بالقصر الملكي بالإضافة لكونه مهندسا معماريا حصوله على العديد من الوظائف والامتيازات التي يحلم بها العديد والتي تقتصر على الأسرة الحاكمة فقط.
تأثيره
------
كان لظهور إمحوتب أثر كبير في تطور العمارة الفرعونية بشكل كبير، فظهر بسبب براعته في فن العمارة: الهرم المدرج في هضبة سقارة، بدلاً من مباني العصور القديمة المكونة من الحجر والخشب. لم يكن إمحوتب بانيا للأهرامات والمعابد فحسب، وهذا ما أدركه الكهنة الذين أذهلتهم عبقرية إمحوتب في العديد من المجالات فكان يملك الكثير من المعرفة في الطب حيث كان على علم في فن التحنيط وعلم التشريح بالإضافة لمعرفته الكبيرة في علم النجوم. قام إمحوتب باختراع الكثير من العقاقير الطبية كما أنه أسس مدرسة لتعليم الطب في مدينة ممفيس المصرية، والتي أصبحت بعد موته مقرًا لعبادته. كذلك قام بتوحيد الآلهة المصرية بآلهة واحدة هي عبادة روح الشمس.
ألقابه
------
حصل إمحوتب على الكثير من الألقاب من ضمنهما رئيس المهندسين، وسيد النحاتين ورئيس الوزراء، ولقب باسم ابن بتاح وقد نال إمحوتب شهرة عظيمة وواسعة عند الإغريق أيضا، الذين سموه "أسكلبيوس" وعبدوه كإله في طيبة، وفي العصر الروماني عٌبد إمحوتب على أنه الرب الإغريقي "أسكلابيوس" بالإضافة إلى كونه رب الطب. نجد إمحوتب مصورا برجل من دون رموز ملكية أو إلهية ولكن برأس حليق كرأس كاهن أو نجده في الكثير من التماثيل وهو جالس على ركبتيه ممسكا بأوراق البردي بينما يلبس على رأسه قلنسوة "بتاح" إله مدينة ممفيس.
وفاته
------
تاريخ إمحوتب غامض من حيث ظهوره واختفائه، فعلى الرغم من الإبداع الفني الذي أحدثه في العمارة واكتشافاته الطبية العديدة، نجده يختفي بشكل غريب وغامض جدا من التاريخ الفرعوني بحيث لم يعد يذكر أي شيء عنه وكأنه لم يكن موجودا من قبل !! ومما يثير الاستغراب أكثر هو اختفاء قبره والكتب التي ألفها مما يجعل اختفائه بهذا الشكل الغامض لغزا بحد ذاته ! وقد عجز علماء الآثار عن إيجاد أو العثور على قبره أو حتى العثور على بعض مؤلفاته. كما نجد أن معنى اسم (إمحوتب) يثير الغموض أيضا ويصبح لغزا يضاف لهذه الشخصية، فمعنى اسمه في اللغة الفرعونية (الذي جاء في سلام) !!!. فكأنه جاء وأحدث كل هذا التطور العمراني والطبي وذهب بسلام وهدوء تام
الفيلولوجيا العربية تتعقّب (امحوتب)
هذا الانسان الذي لامس القداسة يسمى أحيانًا، أمحوتب أو أمونحوتب ، ولقب باسم ابن بتاح... ووضع على رأسه الحليق قلنسوة بتاح.. وحسب الويكيبيديا دائمًا:
نال إمحوتب شهرة عظيمة وواسعة عند الإغريق أيضا، الذين سموه "أسكلبيوس" وعبدوه كإلٓه في طيبة، وفي العصر الروماني عُبد إمحوتب على أنه الرب الإغريقي "أسكلابيوس" بالإضافة إلى كونه ربّ الطبّ. نجد إمحوتب مصورًا برجل من دون رموز ملكية أو إلهية ولكن برأس حليق كرأس كاهن أو نجده في الكثير من التماثيل وهو جالس على ركبتيه ممسكا بأوراق البردي بينما يلبس على رأسه قلنسوة "بتاح" إله مدينة ممفيس.
كما نجد أن معنى اسم (إمحوتب) يثير الغموض أيضًا ويصبح لغزا يضاف لهذه الشخصية، فمعنى اسمه في اللغة الفرعونية (الذي جاء في سلام) !!!. فكأنه جاء وأحدث كل هذا التطور العمراني والطبي وذهب بسلام وهدوء تام.
--------------------------------------------------
أمام تلك المعطيات، ما هو إجتهادنا المناسب؟
يتألّف إسمه من:
امــحـــتــــب = أ. م. ح. ت. ب.
أمون حو تب = أمون ح. و. ت. ب.
القسم الأوّل: "أم" أو "أمون" الجذران يدلّان على (الأم) الأنثى بامتياز كما سبق ومرّ معنا بدراسة جذور إسم (أمون)..
لعلّه هو الذي (أمّ) أي قصد " البشر" من عليائه..
الجذر "حت" يشير الى: الأخت أو الحبيبة أوالنسيبة أو القريبة..
ونحن نضيف على ( اجتهاد البحاّثة) انه المتصل من الجذر (حت) أو متّ يمتّ أي أتصل يتصل.. والأهم انه الحوت والحية والحياة أي الحاوية أي حواء حاوية الحياة.. (وهل هناك أنوثة تفوق حواء؟)
الجذر الثالث المحتمل، هو (تب) أي المنقطع من.. أو الذي يتب ويقطع ويحسم ويجزم ويحكم.. بل هو الذي "هلك" ومات ثم ولد وأنقطع (تبّ) عن الأم أو الإلٓه.. وهو الذي تاب يتوب توبةً.. بعد موت وعاد الى الحياة.. بل هو الذي استتبّ واستقرّ فهو مستقرّ.. بل هو الذي ثاب الى رشده، بل هو التوّاب (مثل الديّان).. وهو الذي صار باللغات الأجنبية (التوب top) أي الرفيع الشأن.. وهو "الثوب" الذي يؤشّر الى التقمّص من جذر القميص.. (تواصل بين التوب والقميص)..
ماذا لو كان حرف الألف للتعريف في أوّله؟ بذلك نحصل على جذر (مح) والمحّ هو الخالص من كلّ شيءٍ.. ويتواصل مع المخّ .. المعروف دوره في الحياة.. أي الحياة العلية..
الإستنتاج الأوّل هو: هذه الشخصية حملت إسمًا انثويّـًا بامتياز شئنا أم أبينا.. فهو (أمّ الأمان القريبة الحبيبة المتصلة والمنفصلة عن العالم الآخر حاوية الحياة والرفيعة الشأن المتقمّصة العائدة الى الحياة.. وهي حوّاء"المح" النقية المحيية الخالصة من كلّ شيء والمخ الذي تبّ وحسم وقطع وأمر فهو آمرٌ)..
ومما يزيدنا تأكيدًا أن التمثال الذي نسب الى تلك الشخصية لا يحمل اللحية الفرعونية المعهودة على خلاف توت عنغ أمون!! بل دون شعر إذ قيل أنّه حليق الرأس..
والإجتهاد مفتوح.. والمجتهد مأجورٌ...
اسماء امحوتب المتعدّدة
هذه الشخصية الغامضة استحقّت عبر الزمن أسماء وصفات عديدة.. ولقد حملت برأينا لقبًا انثويّـًا (نرجّح أن الأمر يعود لتكريم الأم والأنثى عمومًا..) ومن صفاتها أو اسمها في اللغة الفرعونية (الذي جاء في سلام).. ونحن لا نرى أي علاقة بين لفظ الكلمة والمضمون ايّاه..
وكذلك، كان الإغريق يدعون أمنحوتب باسم أموتحيس، وهنا نجد التعبير الأكثر انسجامًا بين المضمون والشكل.. لان (اموت) تؤشّر الى الأم.. أو الى "الميت".. و(حيس) تؤشّر الى الحياة "السين زائدة".. من هنا نستنتج أن صفتها أو أسمها أو اسمه يعني:
أم الحياة أو الميت الحي أو الميت العائد الى الحياة أي الميت المنبعث من الموت.. ذلك قد يسهّل تقبل التفسير الفرعوني للكلمة، ولكن لم نخرج من كون الشخصية انثويّة بامتياز إضافي.
طيّب من هو الإلٓه الشافي اسكلابيوس او اسقلابيوس الذي توحّدا معًا بالصفة.. لنجتهد:
أوّلًا ليس للاسم أي علاقة بالتأنيث.. إلّا اذا كان الأغريق والرومان يفخرون بإضفاء الذكورة على كل مكرّمٍ..
ومن معانيه هو (اس. كلاب) أو (أس قلاب) أو (اس قلب)..
أي انه دلالة على معنى أساس القلب والقلب الأساس..
مما يدفع الى اعتبار أنه من معالجي القلب أو الأجواف أو الباطن أو الداخل أي الامراض الباطنية.. رغم إشارة الناشر الى عدم وجود دليل على كونه طبيبًا..
ونتناول لقبه باسم (ابن بتاح) المتميّز بقلنسوة بتاح..
هنا نجد الانوثة أكثر وضوحًا.. لأنّ (بتاح) تفيد معنى (بت. حي.) والبت هي البنت بكلّ تأكيد.. "لان النون زائدة في المراجع اللهجية" وبرأينا انه في الأصل (بت) أي مقطع من الأهل أو الالٓه..
إذًا هو "ابن البنت الحية" أو الواهبة الحياة.. لذلك كان يضع قلنسوتها.. منا يؤكّد على صحة التشبيه الأنثوي الذي نقصده..
وعلى الهامش نلفت الى ان هرم (سقارة) المدرّج.. يعني أنه هرم القارّة وهرم القرّ والمقرّ.. أي ان الهدف أيجاد مقر ثابت للاستقرار، حتّى ان كلمة (زوسر) تعنى برأينا "سيس. ر" أي المؤسسة السياسية للملك الراعي الرع الرائي.. من حرف الراء.. ولمن يعجب بالغموض نقول لعلّه الملك " ذو سرّ" أي صاحب الأسرار..
الفراعنة والعرب بين الأنوثة والذكورة
لا شكّ بوجود التفاعل الفرعوني والعربي المتجاورين على إمتداد البحر الأحمر.. والعقل البشري متشابه لا يفرّقه سوى السباق الحضاري والتطوّر الإجتماعيّ..
من هنا يمكن أن نفهم وجود إتّجاه سائد، في مرحلة من مراحل التطوّر أو التفاعل، في كلا ضفّتي هذا البحر..
فلا غرابة بأن يكون الفراعنة والعرب قد أعتمدوا تكريم الأنوثة بل وتفاخروا بها.. فكما كان في مصر ( أيجيبت. الجبة. القبة. أقباط) كذلك كان لدى القبائل العربية نفس الثقافة أو الفلسفة.
الأنثوية.. لدى العرب:
------------------
فلقد سادت في شبه الجزيرة التسميات الأنثويّة بفخر وإمتياز.. وسجّل التراث أعدادًا كبيرة من القبائل ذات الطابع الأنثويّ.. أبلغ من الحديث عن عنترة بن شدّاد الشديد المراس القويّ، رغم الصفة الأنثوية، وقد ذكرت الدراسات المنشورة الكترونيّـًا ما يلي:
تحتوي هذه القائمة على أسماء القبائل العربية ذات المضمون الانثوي، سواء كانت قبيلة قديمة أو متأخّرة وترتيبها حسب حروف الهجاء:
أميّة. باهلة. بجيلة. كر بن عبد مناة. البقارة. بني بيات. تنوخ. جهينة. الحكم بن سعد العشيرة. بنو حنيفة. حميضة. حوالة. خزاعة. ربيعة. الشرارات. الشاقية. بنو شعبة. بنو شيبة. بنو ضمرة. ضبيعة. عجرمة. العقيدات. عاملة. عامر بن صعصعة. عتيبة. عذرة. عنزة. عياصرة. قضاعة. الكواهلة. كنانة. وكندة. الموركة. مزينة.
قد يجد البعض المزيد من أسماء القبائل التي لم تذكرها الويكيبيديا مثل (رولى) وغيرها.. وفي الخريطة القبلية الكثير من القبائل الاضافية.
الفيلولوجيا العربية والانوثة الفرعونية
الاستنتاج الواضح أن للمرأة مكانتها البازرة في التراث الفرعوني.. بل برأينا ان الفلسفة السائدة في حقبة واسعة من الزمن في خدمة الأنوثة.. أذ صارت الأسماء الأنثويّـة تفرض نفسها على الألقاب الرئيسية في المجتمع المصري القديم.. ونخصّ بالذكر العصر الأموني هو (أموي) بامتياز.. ومثله قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية.. حيث سادت إيضًا المواقف ذاتها..(كما تقدّم)
ولقد سجّل أحد المواقع الألكترونية بعض المواقف السريعة كما يلي:
هكذا احترم المصريين القدماء (الفراعنة) الأم، وقدر الأنثى محترمًا فيها ذاتها المقدسة، منفردًا في هذا الشأن عن الأمم التي خالطته آنذاك، حيث إن المرأه الفرعونية هي أولى النساء التي أقرت لها شرعيتها في حكم البلاد، حيث حكمت مصر في عصر الأسرات الفرعونية ست سيدات، هن بالترتيب: "مريت نيت في الأسرة الأولى، خنت كاروس في الأسرة الرابعة، نيت إيقرت في الأسرة السادسة، سوبك نفرو في الأسرة الثانية عشرة، حتشبسوت في الأسرة الثامنة عشرة، تاوسرت في الأسرة التاسعة عشرة".
وقد برعت المرأة الفرعونية في عدة مجالات كان أبرزها الطب، حيث إن أول طبيبة في التاريخ هي "بيسيشيت"، المشرفة على الأطباء في عصرها والحائزة على الشرف لدى الرب، على حسب المعتقد الفرعوني، وقد كان من ألقابها، "إيمي-را-ت-سونو" بالهيروغليفية، ومعناها رئيسة الأطباء.
كما أن لقب "سيدة مصر الأولى" هو لقب ذو أصل فرعوني، لٌقبت به أول مرة الملكة "تي" زوجة الملك "أمنحتب الثالث" وأم إخناتون..
ولم يذكر هذا الموقع أبرز وآخر الفرعونيّات وهي كليوباترا..
الملكة الفرعونية "خنتكاوس"
بين المعلومات التي تحدّثت عن ملكات حكمن مصر فى عهد الفراعنة نجد (الملكة خنتكاوس):
هى تعتبر أوّل ملكة حكمت مصر فى زمن الفراعنة وهى آخر ملوك الاسرة الرابعة وقد تولت الحكم بعد وفاة زوجها وهو الملك "شبسكاف" وعلى فكرة، هو كان فى الأصل أخاها يعنى هو يعتبر الأخ والزوج وكان والدهما هو الفرعون "منكاورع" وهو صاحب الهرم الثالث الذى يوجد فى الجيزة وبوفاة الملكة خنتكاوس انتهت الاسرة الرابعة لكى تبدأ الاسرة الجديدة وهى الاسرة الخامسة.
إذًا لدينا الأسماء التالية: خنتكاوس وشبسكاف ومنكاورع.. يجب أن نخضعها للمنهجية الفيلولوجية..
خنتكاوس.. تفيد (خنت. كاوس) القسم الأوّل نرجّح معنى الكنّة، وهي بالعربية زوجة أحد شباب العائلة، وتتواصل عربيّـًا مع الكن والبيت والسقيفة والستر.. فهي أنثى دون تشكيك.. و"كاوس" فيها الكوة أي البيت حيث كان الناس يعيشون في الكهوف وتوارثوا التسمية.. أو انها تنسجم مع الجانب الميتولوجي الفرعوني أي واحد من الثالوث المقدّس (كا. با. كو.) نستنتج انها كنة البيت أو الكنة الروحية.. ونضيف إمكانية أن نقرأ الاسم بالحاء، فنحصل على "حنت" والحنونة.. والإنقلابيّون المعارضة قد يتهمونها "بالخنّة والخيانة" والأمر غير مستبعد لانّها تسلمّت السلطة بعد وفاة زوجها..
شبسكاف.. الزوج، هو شب، شاب.. أو كبّ أو قبّ.. والقسم الثاني يؤكّد أنه "كاف" أي كب وقب.. لأن (ش=ك.. ف=ب) وأسمه يدلّ على إنه الرئيس الشابّ الفتي.. والمتطرّفون قد يجدون في تعبير "كاف" انه هو الذي كفّ، سيما وانّه هو الذي كف عن الحياة ومات..
والأب "منكاورع".. ثلاثة أقسام، الأوّل (من) يؤشّر الى الابن أي الآتي منه، بل لعلّه "امن" ويتواصل مع أمون والأم.. مما يدفعنا باتّجاه الأنوثة الأموية، لا غرابة سيما وان هذا العصر نسائيّ.. و"كاو" يؤشّر الى انه صاحب اللقب العائلي ( كاوس) المذكور أعلاه.. وبنفس المعنى، و"رع" هو الراعي الرائي ناظر شعبه.. فنقرأ إحتمالات إسمه بالصيغة التالية ( ابن روح كا الراعي).. أو الراعي أبن القرين..
الملاحظة الأولى: إنّ هذه الملكة قد إكتشفت مؤخّرًا..
الملاحظة الثانية: أن اللحية الفرعونية ليست دليل ذكورة مطلقًا كما بدت في صورها التي تؤّكد ذلك..
الملاحظة الثالثة: الفيلولوجيا العربية قادرة على الإدلاء بدلوها..
الملكة "نيت أقريت"
إذًا بعد "خنتاكاوس = الكنة القوية التقية"، لدينا المعلومات المتداولة في الموقع الالكترونية عن (الملكة نيت اقريت) تقول انها الملكة التى تعرف بالاغريقية باسم (نيتوكريس).. وهى من الاسرة السادسة وقد حكمت بعد وفاة زوجها (مرنوع الثاني) وهو ابن الملك (بيبى الثاني ).. ولكن من زوجتة الثانية وهى (ذميت)..
وفى نهاية حكمها حدث ضعف ولم تستطع الاستمرار فى الحكم وبسبب هذا الضعف انتقل الحكم الى اسرة اخرى وهى الاسرة الجديدة وهى الاسرة السابعة ..
وبذلك نكون أمام أنثى جديدة وهي "نيت اقريت" أولًا هذا اسم أنثويٌّ يتضمّن بشقّيه تاء التأنيث العربية والعالمية..
القسم الأوّل، يحتمل معنى النية والنواة والنعت والنت، أي النية الروحية والفكرية والباطنية والنواة الأساسية ذات الصفات النقية الجديدة (لأنّ نت قد تكون نقاء ونيو) ..
القسم الثاني، أقريت، يتواصل مع القرية والمدينة والمقرّ والاستقرار والقرار والتكريس.. وبالتالي هي سيدة المقرّ الملكي وسيدة المدينة الموصوفة المكرّسة النقية.. الى آخر الاستنتاجات التي صارت من السهولة الاجتهادات بها..
ولقد حكمت بعد زوجها "مرنوع" الذي يمكن أن يتواصل مع (مرء ومار أي القديس والمعلّم والواعي والوعي..) والاجتهاد مفتوح..
وقيل انّه ابن الملك (بيبي) من الواضح أنه الأب والباب..
وهو من زوجته الثانية التي تدعى "ذميت" من الواضح انوثتها بسبب وجود التاء، أي يمكن قراءتها " ذمية" أي انها بذمّته وعهدته.. والاحتمال الآخر "ذ+ ميت" وهذا الجذر يوصلنا الى امكانية اعتباره "صاحب الموت" الأمر الذي يحتمل الذكورة والأنوثة.. وطالما كان الأموات موضع قداسة في التراث المصري..
*********************
بعدما تناولناالفرعونة "نيت اقريت" التي تحتمل أن تكون نواة القرية أو ضمير المدينة.. تلقيت أضافة من الصديقة الرقمية (نقش النون) مشكورةً، باجتهادها في شرح القسم الأوّل من الاسم الفرعوني، وكتبت: ربما "نيت" أتى من الربة "تانيت" في الشمال الأفريقي وهي ربّة الخصب والخصوبة للنبات والحيوان وهي تقريبا بمعنى الأنثى في العربية..
ونؤكّد على أن الأجتهاد مقبول حتمًا ولا تشوبه شائبة.. بل نضيف بدورنا أن الصديقة قد فتحت لنا بابًا هامّا لدراسة الاسم "تانيت"ربة الخصب الأفريقية الشمالية التي تتواصل مع لفظة التانية أي الثانية.. بل تتواصل مع دولة "تونس" التي سنأتي على ذكرها في مرحلة متقدمة من عرض فيلولوجيا تاريخ طرابلس القديم الذي سيوصلنا حتمًا الى تونس التي من المبرّر أن يطلق عليها صفة "الخضراء" والتي تؤشّر الى الخصب وربّة الخصب.
الفرعونة "نفرو سوبك"
من بين الفرعونيّات اللواتي برزت أسماؤهنّ في التاريخ المصري القديم هي (نفروسوبك أو سوبك نفرو) التي تقول المعلومات عنها أنّها تولت الحكم بعد وفاة زوجها الملك (امنمحات الرابع) الذى حكم لمدة 9 سنوات طبقا لما جاء فى بردية تورين وبعد وفاته لم يترك وريثـًا للحكم فتولت زوجته واخته الحكم لأنّ "سوبك نفرو" كانت فى الأصل أخت الملك والتى يوجد لها آثار بالمتحف البريطانى وهو من الاردواز الابيض المطليّ باللون الأزرق..
وقد حكمت هذه الملكة لمدة (3 سنوات و4 شهور و24 يومًا)..
وهى من ملوك الاسرة الثانية عشرة و بوفاتها انتهى حكم هذه الاسرة.. وكتب إسمها في المراجع "نِفِرو سوب" Neferusobek
وحكمت 1805 - 1801 ق.م., الاسرة الثانية عشر سبقها "أمنمحات الرابع" وتبعها "سوبك حوتب الثاني" وورد أيضًا أن: "اسم العرش: sbk ka rˁ (سوبك كا رع)" وان سوبك هو روح (كا) رع...
هذه هي المعلومات.. فماذا تقول الفيلولوجيا العربية؟ ومن هو الرجل ومن هي المرأة؟
لنأخذ (نفرو) يؤشّر الى معنى (نور) لان الفاء تتواصل مع الواو.. وفي كلا الحالين يعني النور.. الذي طالما كان إسمًا للمصريين والمصريّـات مثال نفرتيتي.. وإذا إعتبرنا اللاصقة (رو) مستقلّة فهي رع وري (أي الذي يروي) والروح والرائي والراعي.. الخ.
القسم الآخر هو (سبك أو سوبك)، فإذا إعتبرنا حرف السين زائدًا اسوة باللغات المشرقية والعالمية والعربية أيضًا (هو ذو معنى مستقلّ بذاته لدراسة أخرى) نحصل على الجذر "بك" الذي يعني بكر وكبر أي الكبير العظيم والبكر..
إمّا الجذر الثنائيّ "سبو+ك" أو"سبي+ك" يوافق معنى الصبي.. مع اللاحقة "كا" الروح القرين، واحدمن الثالوث المقدّس المصري..
نستنتج أن الإسم يحتمل:
نور رع العظيم الكبير البكر.. نور روح الصبي العظيم.. والإسم يدلّ على الذكورة أكثر من الأنوثة.. والاجتهاد مفتوح.. إلّا انه سبقها (أو سبقه) اسم "امنمحات" وهو كما سبق وإجتهدنا إسم مؤنّث بامتياز كيفما قلبناه.. وهو من عصر الأمونيين أي (الأمّهات) ويتقاطع مع (أمون محيّة، الأمّ المحيّة) الحية الحواء الحاوية الحاضنة في حوضها..
واللطيف انه تبعها في الحكم من يسمّى "سوبك حوتب" والقسم الثاني يتواصل مع ما سبق ذكره أنه الحياة والحاوية الحية ونلاحظ تاء التأنيث، تكرارًا.. ولا نجده في الاسم الأوّل..
الاستنتاج الفيلولوجي وخدمة للبحث الأركيولوجي الإجيبتولوجي يجب التحقق من التمثال الذي نسب الى الاسم"نفرو سبوك" لعلّه لمن سبق في السلطة المصرية وليس لنفس الشخصية الذكورية أو انّه من المطلوب إعادة قراءة الإسم.. سيما وأن التمثال يوحي بإمرأة خارقة الجمال تفوق أّيّـًا ممن مرّ معنا في التراث الفرعوني العظيم..
كما يظهر في صورتها الموثّقة ويمكن تعقبها الكترونيًا..
"حتشبسوت"
بعد سبوك نفرو ننتقل الى (حتشبسوت..) التي تولّت الحكم بعد وفاة "تحوتمس الثالث" الذى توفّى أثرَ المرض، وقد ترك بعد وفاته إبنًا من زوجته الثانية (إيزيس) وترك ايضا بنتًا من الزوجة الرئيسية (نفرورع) وكانت هذة الإبنة هى حتشبسوت ..
وبذلك تولّـت هى الحكم وذلك لصغر سن ابن إيزيس ..
وبذلك اتفقت على ان تكون هى الوصية عليه وأن يكون لها هي الحكم ومن هنا أخذت حتشبسوت تولـية الحكم .. (1508 - 1458 ق.م.)
ومن أشهر أعمالها، رحلات بونت الشهيرة والتى ذكرت على جدران معبد الكرنك بالدير البحريّ .. كما أنّها أقامت مسلّـتين لا تزال الشمالية منها قائمه حتى الآن ..
كما سجّلت المراجع أنّ إسم أمٌها هو "أحمس" أو أحموس، والإسم الأصلي هو"غنمت أمون حتشبسوت" وفسرّه المجتهدون أنها خليلة أمون المفضّلة على السيّدات أو درّة الأميرات..
لها تمثال من الحجر الجيري المقسّى لحتشپسوت في متحف متروبوليتان. التمثال أنتج بدون الذقن المستعارة التقليدية، إلا أنه يحتفظ بباقي رموز السلطة الفرعونية، الحية الملكية — الواضح إزالتها — والخات رداء الرأس.
-------------------------
تلك كانت المعلومات، فماذا تستطيع الفيلولوجيا العربية تقديمه؟
أوّلًا، مما يلفت النظر الحديث عن الذقن المستعارة الـتقـليدية التي سبق لنا الإشارة إلى أنّها ليست دليلًا أو شرطًا لتحديد الجنس..
تاليّـًا يشير الإجتهاد إلى أنّ القسم الأوّل للإسم هو "حت" أي الأخت والنسيبة والزوجة.. و"الشب" هو الشاب.. وهو الذكر.. إلّا إذاكان يحتمل إعتباره الشابة.. و"سوت" تتواصل مع السات أي الستّ والسيدة والآتية.. التي تحوّلت عبر الزمن إلى الشات والشاة ولدى الانقلاب على الأنوثة صار التعبير رمزًا للشرّ فوصل إلينا متواصلًا بالساتان والشيطان.. الخ.
وبالتالي، وبالتأكيد أنّ الأنوثة هي الطاغية على الاسم..! الذي يعني ( السيدة الشابّة القريبة الحبيبة النسيبة الزوجة..)
وقيل ان الإسم الأصلي يبدأ بـ " غنمت أمون.." فمن الواضح أنّه متواصل مع الغنمة والغنيمة مما يصبّ بكلمة الشاة التي توصّلنا إليها من "السوت".. ونكتفي..!
ولكن الغريب العجيب أن الأمّ هي "أحمُس" التي تؤدّي الى الحمس والحامي والحماس، وهي ألفاظ فرعونية مناسبة.. وكذلك نتوصّل الى الأح أي القح.. أي النقي.. مما يناسب الثقافة الفرعونية أيضًا، ولكن التعبير ذكوريّ إلّا إذا كان الحاء معدولًا إضافيّـًا فنحصل على "أمس" أي الأمّ..
نذكر ذلك لأنّ المعلومات تقول أنّها خليلة أمون.. وهذا الإسم مؤشرٌ على الأنوثة كما مرّ معنا..
لذلك نقترح أن يكون الأب (أو الزوج) هو أحموس..
"نفرورع"
ورد في المعلومات السابقة أنّ "تحوتمس الثالث" توفّى أثرَ مرض، وقد ترك بعد وفاته إبنًا من زوجته الثانية (إيزيس) وترك ايضا بنتًا من الزوجة الرئيسية (نفرورع) وكانت هذة الإبنة هى حتشبسوت ..
لا شكّ أنّه صار من السهولة لدينا الإستنتاج أنّ تحوتمس ذو طابعٍ أنثوي، فالقسم الأوّل "تحوت" ما هو إلّا توت وتات وتيتى.. كما سبق وأشرنا، ونسلّم بوجود حرف الحاء، فنحصل على تعبير التي "تحيط" وعادة هي ذات الحوض والحوط والمحيط.. أو أنّه التحيّة.. وبالتالي كيفما قلبّنا الإسمَ سيحتفظ بطابع الأنوثة..
وما تبقى منه أي " تمس أو مس" لاصقة لا تغيّر شيئًا لانّه قد يؤشّر الى التمام والكمال أو المس والإتصال..
بينما زوجته إيزيس أو "زوجه" بفصيحنا العربي، تحمل من الذكورة الكثير.. كما ذكرنا سابقًا..
والزوجة الرئيسية "نفرورع"، هي بدورها تعني "النور الراعي" حسب دراستنا للهجة، لانّ (الفاء = الواو) ورع هو الرائي والراعي والروح.. الخ. وبالتالي هنا نواجه الذكورة مجدّدًا..
لذلك، هل يتجرّأ أحدنا أن ينسف ما أعتدنا عليه.. ويقول:
السيدة حتشبسوت هي الإبنة من الأم تحوتمس الثالثة والأب "نفرورع"..
فماذا سيقول خبير الإيجيبتولوجيا "زاهي حوّاس".. بعد قراءة هذه الإجتهادات الفيلولوجية؟؟
هذا مع العلم أنّ مكان الحدث هو "الكرنك" وإذا قرأناه بإحدى لهجات العربية، نجد أنّه ( كرن. ك) أي (قر. ك) أي مقرّ (ك) وهو واحد من الثالوث المصري المقدّس "كا".. ويصبّ في الشلال اللغوي ذاته..
الفيلولوجيا العربية تقرأ" كليوباترا"
..(كليوبترا) هى من اشهر الملكات فى تاريخ الإسكندرية
فى العصور القديمة، وهي آخر من ملـكَ من الإسرة البطليمية فى مصر وقد إهتمّت بمكتبة الإسكندرية وأعطت لها اهتمامًا كبيرًا حيث وصل فى عهدها (اكثر من 900 ألف مجلد فى بعض الروايات)..
وتتحدّث المعلومات عن تولّي" يوليوس قيصر" امبراطورًا على روما، وقيامه بإحتلال مصر الى أن قامت بالإنتحار بعد سماع خبر وفاة القيصر أو إغتياله..
ويكتب الإجيبتولوجي زاهي "حوّاس":
إنها الملكة المصرية «كليوباترا» الساحرة التي أوقعت في غرامها أقوى رجلين في العالم القديم «يوليوس قيصر» ومن بعده «مارك أنطونيو»، وصارت قصة حبها مع الأخير ضمن قصص أشهر العشاق في التاريخ القديم.. أما ما لا يعرفه الكثيرون هو أن عشاق الملكة «كليوباترا» لم ينقطعوا بوفاتها ولم ينتهوا عن عشقها بعد مرور ألفي عام على موتها..
ومما كتبه في جريدة الشرق الأوسط: استطاعت أن تهز عرش الإمبراطورية الرومانية وذهبت ضحية لجاذبيتها وذكائها..
وكثيرون لا يعرفون أن حبي للملكة «كليوباترا» قد نبع من خلال ما قرأته عنها، سواء كان تاريخا أو أدبا أو شعرا، وعندما التحقت بجامعة الإسكندرية كي أدرس في القسم اليوناني الروماني وجدت أستاذي العظيم فوزي الفخراني يتحدث عن الملكة كما لو كان يتحدث عن ملكة متوجة على عرش الجمال قبل عرش السياسة والحكم، وكثيرا ما تحدثنا عن «كليوباترا».. قصة حياتها وموتها والمكان الذي دفنت فيه.. وتبدأ القصة بوفاة «بطليموس الثاني عشر» الملقب بـ«بطليموس الزمار» وقد ترك ابنتين وهما «كليوباترا» و«أرسنوي»، وولدين هما «بطليموس الثالث عشر» و«بطليموس الرابع عشر».. وقد حدث نزاع بين «كليوباترا» وأخيها «بطليموس الثالث عشر» على الحكم، حيث كانت وصية أبيهما أن يحكما معا، خاصة أن «بطليموس الثالث عشر» لم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، بينما كانت «كليوباترا» في نحو الرابعة عشرة، وكان هناك أوصياء على العرش يتولون حكم البلاد وقيادة الجيش والشؤون المالية، وكانوا في صراع دائم، يحاول كل منهم أن يستميل إما الملك الطفل أو الملكة الشابة إلى صفه، وانتهى الأمر بطرد «كليوباترا» من القصر. وفي ذلك الوقت كان الصراع بين «بومبي» و«يوليوس قيصر» على أشده، وانتهى بخسارة الأول الذي لجأ إلى مصر ظنا منه أنه سيجد الأمان هناك، إلا أن رجال الملك الطفل أوعزوا إليه بقتل «بومبي» لإسعاد غريمه «يوليوس قيصر» المنتصر، فقطعوا رأس «بومبي» وقدموه هدية إلى «يوليوس قيصر» الذي كره هذا الفعل لأنه لا يأتي من رجال ولأن الأبطال لا يفعلون ذلك أبدا.
ولقد أشعلت المقابلة الأولى بين «يوليوس قيصر» والملكة الجميلة «كليوباترا» شرارة الحب في قلب القائد العسكري الكبير وجعلته يرجئ عودته إلى روما ويتمتع بإقامة ساحرة يزور فيها آثار مصر الفرعونية مع الملكة الجميلة «كليوباترا».. وقد حاول «يوليوس قيصر» في البداية التوفيق بين الملكة وأخيها، إلا أن الأحداث تطورت بشكل سريع في روما وبدأت أطماع الإمبراطورية الرومانية تكشف عن وجهها تجاه مصر - سلة غذاء العالم القديم في ذلك الوقت - ويدخل اسم «كليوباترا» في كل الوثائق المهمة التي غيرت صورة العالم القديم.. وتستمر القصة.
تلك كانت المعلومات الموثّقة عن كليوباترا السابعة..
الفيلولوجيا العربية تقرأ " كليوباترا"
لا يمكن التشكيك بتاريخ هذه الفتيّة مطلقًا أمام الوثائق الكثيفة المتوّفرة.. من اليونان الى روما.. بل هي وإسمها كشف الكثير من ألغاز اللغة الفرعونية.. المنحوتة على لوحة الرشيد المشهورة.. سيما وأنها المتأخرة بين العصور المصرية المتعاقبة، فهي إمرأة ولا كلّ النساء.. هكذا يصرّ البحّاثة منذ إكتشاف تاريخها..
أمام هذه المعطيات لا نستطيع أن نحلّل إلّا على أساس التسليم بالواقع، فإسمها سبق قراءته عربيّـًا بشكلين: كليوباترا و"قَلاوفَطرا" (المنجد. في طبعة قديمة).. مما يخدم صحّة التوجّه الفيلولوجي..
أوّل تفسير للإسم ورد في المراجع، هو "مجد الوطن" باعتبار ان القسم الإوّل هو "كلوار gloire" والقسم الثاني هو " باتري patrie" مما يناسب شهرتها التاريخية التي أثّرت على مسيرة ومصير الامبراطورية الرومانية..
فكيف يمكن قراءة الإسم بمنهجيتنا؟
كليو أو قلاو.. يصبّ في إتجاهين : الكليّ والقائل..
يصحّ أن تعطى صفة الكلّية للحاكمة المطلقة.. والقائل عبر الزمن هو الحاكم الآمر الأمير.. وطالما صوّر الامبراطور الصيني بحرف يشير الى الفم المفتوح الناطق..
ويحتمل أيضًا" القلاية" وهو إسم للمكان إعتُبر أنه يونانيّ ويعني بيت الأسقف.. ونرى إنّه معدول عن الجلّ الذي طالما كان مكان إقامة الناس في المرتفعات..
القسم الثاني، بترا أو فطرا، يناسب التفسير "بت رع" أي ابنة رع.. ولا يزال المصريون يدعون الأبنة بصيغة "بت".. ولن نختلف معهم لأنّ النون زائدة (والترجيح كذلك أن كل مولود هو مقتطع من الأهل) أمّا لماذا أصبح "باتري"؟ فلأنّه يتواصل مع بيت رع.. ومعظم الأمكنة المأهولة هي "مقسّمات" حتّى الآن.. و"بت" يفيد القطع والحسم، والحكم والحاكم.. فهي الحاكم ابنة رع التي تبتّ بالأمور وتصدر الأحكام.. وما "بترا" الأردنية إلّا مقرٌ ومستقرٌ أي موطن..
وبالتالي هي أنثى بامتياز..
إما الحديث عن البطالمة وبطليموس.. فقد سبق للمفسّرين أن أطلقوا عليه لقب "بطل اليم" مما يصبّ في منهجيتنا.. ولا اعتراض مطلقًا على اجتهاداتهم..