الأربعاء، 17 فبراير 2016

راجا يوغا الحبّ"
---------------
    كلّ من سمع الكلامَ  وجم وإندهش..
    وهذه العروس وجمت..  ويدور في رأسها الحجر كحجر الرحى.. كيف يمكن لتقنية الحبّ أن تفعل العجائب بل أن تفعل المعجزات؟ أدركت كما يدرك الجميع إن الحب هو السبب في الولادة والنسل.. والولادة كالمعجزة ولو تكاثرت.. ولكن المقصود تحقيق المعجزة السحرية التي لا يحقّقها أيٌّ كان.. وهي بحاجة الى الحبّ لكي تتمّ وتنجز.. والسؤال هل مارس القديسون تلك التقنية؟ نعم..! والشرطٌ  الآخر هو أن لا تجرّب الرب إلٓهك.. أي القناعة هي الأساس..
   والعريس وجم أيضًا.. بل كلاهما فرحا فرحًا وفيرًا..
   فالوسيلة متوفّرة.. وها هو الحبّ حاملٌ بالغاية والوسيلة معًا..
   وما زادهما الدرس والدراية سوى حبّ على حبٍّ..
   صار يحبّها أكثر..
   صارت تحبّه أكثر..
   عندما تحابّـا.. والتحما.. كانا يحلمان بالولادة طبعًا.. وبأشياء أخرى طبعًا.. وفي لحظات النشوة أومض في رأسها نورٌ عظيمٌ.. وأومض في رأسه نورٌ عظيمٌ..
   كانت نشوة الحبّ وقمتها مرافقةً لصورة السعادة  بمالها وأملاكها، وخيرها ورزقها العميم.. كانا يشاهدان المستقبلَ زاهرًا مزدهرًا أنيقًا سعيدًا.. كانا يشاهدان أبنيةً وآلاتٍ وأسباب الراحة.. أنه شريط طويل مديد من المرئيّـات.. لا يدركه إلّا من أحبّ تلك التقنية وأتقنها.. إنها "التنترا" العملية المتطوّرة  بمفاهيم تطبيقية وبالعمل والأمل والعلم..

    وكلّنا يدرك ما هي التبدّلات التي قد تحصل..  وكلّ النسوة يدركن ماذا يفعلْن.. وكلّ الأمهات مررْن بتلك التجربة..  ولكن ليس كلّ الناس يدركون سرّ المعجزة..

    طبعًا يعلم الجميع ما العمل لدى الحمل، وما الحوافز المستجدّة لدى العروسين.. ما الاهتمامات والإندفاعات والحماس..  وإطلاق التسميات وإختيار المناسب منها.. للأناث أسماء وللذكور أسماء.. ودون معرفة ما ستسفرُ عنه الولادة، أتفق الزوجان على إسمٍ مشتركٍ بين الذكور والأناث..سيطلق على المولود القادم.

     نعم، كان الشغل الشاغل كما قالت، أن علينا يا حبيبي أن نعمل على توفير الضمانات المستقبلية للمولود والمواليد..

    ولكن، لا يعلم الكلّ أن الأجنّة سحرة يغيّرون ما لا يتغيّر.. يحققون المعجزات في أرحام الأمهات ومنها.. ألم يقل المثل أن المولود يأتي ورزقه معه؟

   وها هو الجواب نفسه.. والضمانة نفسها.. بالحب وحده.. كلّما عظم الحبّ عظمت النتائج.. وباتا أكثر العشّاق عشقًا.. فما أسهل أن يعشق المرء ما يعشقه..!

   كانت ساعات.. محشوّة نجوى وسمرًا وسحرًا.. هو السحر إيّاه.. دون لفّ ولا دوران.. ذاك الذي كان يُمارس  لدى أجدادنا البدائيّون.. ساعةَ السحر حيث يليه صحوُ الصباح.. لذا تلازم السحر والسحر بالحَرف والحِرف..
    ختم الحكيم الهندي كلامه:
    بلا طول سيرة.. لقد ربحا الكثير من الماديّات والمعنويّـات مما يفيض عن الحاجة ومما يمكن أن يورّث للأبناء والأحفاد.. وأبرز المكاسب كانت هي السعادة والوفاق والهناء..

    بعدما أنهى الحكيم الهندي حديثه تحسّس ياقتَه الجديدة.. وملّس لحيته البيضاء وارتشف جرعة من الماء، واستعدّ للترجّل عن المنبر.. وفيما كان يهمّ بالمغادرة، سألته:
   طالما كنّا ندرك أن الحكيم الهندي هو فقير هنديّ.. يمارس اليوغا، فيما نراكَ بالعكس تمامًا.. تبدو في أحسن الأحوال.. فما هو السبب؟.
   أجاب:
   إنّه الحبّ إيّاه.. فلقد جئت أنشر الغنى لا الفقر.. جئت أنشر الحب لا الكره والحقد.. ووقتي أعزّ وأضيق من أن أضيّعه بالكراهية.. فهل وجدتم غنيّـًا كره المال.. وهل وجدتم سعيدًا أحبّ التعاسة.. اتبعوا الحب تُحبّوا.. اتبعوا الحقد تموتوا بغيظكم.. ويا أعزّائي، لم أحدّثتكم عن اليوغا بل عن الراجا اليوغا.. انها اليوغا الملكيّة الخاصة بالمهراجا انها الراقية.. فهل وجدتم ملكًاغير مالك؟؟

    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق