الأربعاء، 21 فبراير 2018

معنى الكارناڤال الفينيقي

الكارنافال
طالما قيل أن الكارنافال مستورد، ذلك لاعتقاد البعض بأنه من جذور لاتينية أميركية.. كون التقليد أكثر نشاطًا في تلك الديار منه في أي مكان في العالم..
ومن حقّ الإنسان الإجتهاد والتبرير.. لإثبات أنه مشرقي فينيقيّ كنعانيّ.. وإذا كان مستوردًا فمن بابل وليس من أي مكان آخر أي قبل إكتشاف البحارة الكنعانيين لأميركا.. وذلك له أسبابه الميتولوجية والفيلولوجية.. القادرة على الإدلاء برأيٍ مناسب للواقعة.. الأمر الذي سبق درسه في إحدى الأبحاث التي انجزتها وتتقاطع مع الموضوع.. وتعرض جانبًا من جوانب الكرنافال بتفاصيله ومبرّراته..
.. هذه المناسبة ليس لها أي علاقة دينية أو طائفية أو فئوية معاصرة، ولا يتعاطى بها الكهنوت بكل أديانه الحالية.. لا من قريب ولا من بعيد.. بقدر ما يتعاطون معه باعتباره نشاطًا شعبيّـًا شبابيّـًا حرًّا غير منظّم.. تشارك فيه الشبيبة وسط مواكبة من الصغار والعائلات في هذه المناسبة التي تسبق الصوم.. وطالما كان الحشد المشارك يتألّف من شباب كل الطوائف الميناوية ولا يترك أي أثر سيّء على الوضع الإجتماعي.. ولم يتوقّف هذا التقليد إلّا عندما كانت تؤثّر الأحداث الأمنية على مسيرته.. واتفق أن يكون عرضيًّا في هذه الأياّم.. وذلك له ما يبرّره عبر التاريخ الذي سبق الأديان الحالية.. ويتناسب مع موسم الأمطار وتراجع الانتاج الغذائيّ الحيواني والنباتيّ.. حيث يوجب الحاجة التاريخية للانقطاع عن تناول الطعام أو التخيف منه.. عدا عن الرياضة الروحية والباطنية التي تعتمدها الشعوب عبر الصوم بكافّة أشكاله منذ ما قبل التاريخ.. فيما يتناسب أيضًا مع أنتظار عودة
الخصب الى الطبيعة النباتية والحيوانية.. في فصل الربيع اللاحق لهذه الفترة من السنة…
..عندما نقول أنّه تقليدٌ فينيقي قديم يعود الى أيّام بابل.. وأنّه تتفرّد فيه مدينة الميناء الطرابلسية “التربلية” فذلك لغاية نسعى إليها ولنقول أنّ هذا المرفأ هو من أقدم المرافيء في التاريخ القديم.. فكما نصادف حجرةً منحوتةً أو عمودًا أو فخارةً فإننا أيضًا نصادف تراثًا ولهجة فيلولوجية.. يمكن دراستها والإستنباط من خلالها لإضافة المزيد من المعلومات الأركيولوجية..
باختصار نقول إنّ هذا التراث هو قديم وأصيل وتاريخيّ ولدينا ما يبرره في لهجاتنا المشرقيّة..
فماذا تعني كلمة كارنافال؟
ذلك ما سنحاول الإجتهاد في التوصّل اليه انطلاقًا من عرض موجز لدراسة كنتُ أعددتها تتقاطع مع الموضوع..
ربّ قائلٍ ما علاقة كلمة الكارنافال بالشرق؟
نعم العلاقة وثيقة أكثر مما يتصوّر البعض.. وتؤشّر إلى التاريخ الحضاري للمنطقة.. وخاصّة لهذا الساحل المميّز..
الكلمة “كارنافال” هي بنظري تؤدّي بنا الى تعبير ” قران بعل”..
القسم الأوّل يشير بوضوح الى مكانة القرن الحيواني.. وخاصّة الثور.. الذي قد تجد فيه الشعوب القديمة مصدرًا للقوة القتالية، والخصبية، كما وجدوا في البقرة مصدرًا للغذاء الهام المتنوّع.. حتّى انّ بعض الأبحاث رأت فيه معبودًا قديمًا.. بالإضافة الى ما يرمز اليه “القرنان” من بعد ميتولوجي.. كما يفعل الهندوس المقيمون في شرق حضارتنا بل حضاراتنا العريقة.. من تكريم “البقرة” مما يفترض بنا الإستنتاج أن هذا التكريم مصدره البرّ الشرقي لبحر الروم.. وسبق لأحد البحاثة أن أشار الى أنّ الغزو الفارسي المتكرّر للمنطقة دفع بالعلماء بنقل ثقافتهم شرقًا باتجاه الهند وغربًا باتجاه اليونان هربًا من الوحشية والعنف..( ونذكر في هذا الصدد الباحث الفيلولوجي د. أحمد داود)..
.. ومما يرمز إليه القرن.. بكلّ بساطة هو ” القران” أي الزواج.. وبالتالي فإن العملية الكرنافالية إرتبطت بالخصب والتناسل وبالولادة، شئنا أم أبينا..أو بالتحضير للزواج المقدّس بكلّ أشكاله المبتدعة عبر العصور.. فإذا وجدنا محاربًا ذا قرنين فلا شيء يمنعنا من إعتباره يتحصّن بالتعويذة الرمزية وكرقية مقوية عسكريّـًا وجنسيّـًا.. وهكذا كان انتشار الرمز عالميّـًا مع ذي القرنين فاتح الشرق كأنما يعود بقرنيه الى جذوره المشرقية..
ومن المعروف أننا ورثنا عادة الإمتناع عن الزواج طوال فصل الأمطار لما تحمله من برودة وحتى الثلوج في بعض المناطق، تضيّق عليهم إمكانية اللجوء الى التناسل والولادة.. لا غرابة ذلك لأنّ هذا الوضع كان وما يزال قائمًا، الّا بمعالجته بنتائج التطور التكنولوجي الجديد وبعد اكتشاف أنواع التدفئة المتعدّدة..
لذلك من حقّنا القول انّ الكرنافال بجزء منه له علاقة بالتحضير للزواج أي القران.. ولكن قران مَن يا ترى؟ هذا ما سنعلنه لاحقًا.
..من الواضح أنّ القران أي الزواج هو لشخصية “بعل” الذي يجسّد الطبيعة.. وهو الذي يرمز من جملة ما يرمز إليه “نبع البلل” لأنّ اللفظة تتواصل مع “بع” أي النبع الذي يسكب الماء بكثرة حسب القاموس العربي.. وهي نفسها تتواصل مع بال يبول وبلّ يبلّ وبلّل يبلّل.. ومن المعروف أنّ هذه الشخصية قد أضفت إسمها على بابل.. التي تعني مما تعني ” باب البلّ وباب البلل”.. وبالتالي هو مصدر الماء الذي منه كلّ شيء حـي ّ.. وبقي موضع تكريم لدى كل الشعوب ودخل في ثقافتها وفي قاموسها.. علمًا أن كثرة الماء أدّت الى طوفان أغرق العالم القديم.. وحلّ في فلسفاتهم.. وذلك ما سبق لنا الإجتهاد فيه ( عندما نشرنا شيئًا منه حول بابل)..
وهنا لا بد من الإشارة الى أنّ بعلًا قد أضفى إسمه على بيبلوس (لهجة من بابل) وهي جبيل الفينيقية.. مما يؤشّر الى التواصل بين الحضارة البابلية والحضارة الكنعانية الشمالية.. بل حتّى مع بعلبك أي بعل العظيم.. ومع طرابلس البعلية وهي “طور بعل” المتواصل مع “تربل” مما كنّا قد نشرناه سابقًا.. وغيرها الكثير..! فما المانع أن يكون مركز هذا التراث الكارنافالي هو في ميناء طرابلس أي مرفأ طرابلس.. الأمر الذي يؤكّد على عراقة هذا المرفأ التاريخي العظيم؟ ولا غرابة أن عملنا على الإستمرار به والحرص عليه حرصنا على آثارنا وتاريخنا..
التنكّر
يرافق تلك الاحتفالية مشاهد تنكريّة متنوّعة.. من أقنعة الجماجم وشناعة الجثث، إلى اللباس الأنثوي للرجال.. والعملية الذكورية غير مشروطة قد تشارك النسوة بسهولة بالكارنافال.. بالإضافة الى طلي الأبدان بالألوان السوداء أو البنية الداكنة أو غيرها..
التفسير الميتولوجي المعلن هو بغاية تضليل الأرواح وخاصّة الشرّيرة أو أرواح الجدود.. أو لاجتهادات أخرى..
ولكن التفسير الاجتماعي أنه محاولة للتخفّي عن أعين السلطات عبر الزمن.. ورفع رموز تدلّ على مواقف تتناقض مع أيديولوجية السلطة الحاكمة وتضليلها، مثال أعتمار القرون كالثيران أو الأيائل، في المرحلة البعلية، إو الإيلية.. إوإعتماد ألوانٍ ذات أهداف سياسية ( تمامًا كما هو حاصل راهنًا في القرن ٢١)..
بل، يمكن في ذاك الزمان، لأقامة الإتصال الجنسي دون الكشف عن الوجوه.. ولتسهيل تلك العلاقة.. أليس الكرنافال هو “قران بعل” أي الإقتران والمباعلة في لغة فصحى.؟
الى اللقاء في حلقة أخ
السباحة
طالما كانت التقاليد تحتفظ بالغطس في الماء في أعقاب التجوال في الأحياء.. وهدف الغطس طبعًا هو إزالة الألوان التي طليت بها الأجساد.. ولكنّ الماء في هذا الموسم في حالة من البرودة الشديدة، لا يتحمّلها إلّا الأقوياء، لذلك فهي عملية استعراض قوى، وربما لإكتساب مناعة في مواجهة الموسم البارد، وهذا الأمر منتشر في الدول الأكثر برودة في العالم، مثل سيبيريا..
ولكنّ البشرَ عمومًا، بينهم وبين الماء قصص وحكايات.. تبدأ من الحدث النوحيّ ولا تنتهي.. فلقد أدركوا منذ فجر التاريخ أنهّا مصدر كلّ حيّ..
ويهمّنا الناحية الفيلولوجية، طالما ربطنا بين “السباحة والتسبيح” في منشورات سابقة نذكر موجزًا منها.. فهو صلة وصلاة أو أحد عناصره اللازمة.. بالإضافة الى أن من لهجات الماء هو المسّ أي أتصال، ماح، وماد والمد، ماج من الموج، وماع، وماه، ومارَ يمور يؤدّي الى مار القدّيس والمعلّم في لغاتنا المشرقية، ومار هو البحر وهو الأم بالفرنسية.. حتى ضمير المتكلّم بالفرنسية هو “موا” وبالأنكليزية هو “مي وماي” وفي الروسية وغيرها.. مما يستحقّ دراسة مستقلّة..
ويبقى أنّ الغطس بالماء هو بحد ذاته، لهجة من غطاء وتغطية وبالتالي هو حماية وتحمية.. ومن التقاليد المسيحية العماد بالتغطيس في الماء، ولقد سبقهم اليها الفراعنة المصريّون، وأحتفظ بالتراث الصابئة والتسمية تتواصل مع صبّ الماء على الصبي والصبية..الخ، ومنهم المندائيون هم لهجة مائية من الندى والنديّ.. وكلّهم من أتباع يوحنّا المعمدان.. الذي جاء يعمّد بالماء.. الى أن أتى بعده من يعمّد بالروح القدس.. وهل ننسى مناسبة الغطاس التي من أحدى ممارساتها رش الماء المقدّس الذي تليت عليه الصلوات، في البيوت.؟. كما هل ننسى التقليد الشعبي بإزالة المس على أنواعه بواسطة رش الماء وشطف المنازل لدى الكثيرين من أبناء الطوائف المختلفة

رواية مرآة الروح. لونا قصير

رواية "مرآة الروح": انبعاث موسم الياسمين

  قد لا يخطر على بال القارئ للانتاج الأدبي المحليّ أنه بصدد رواية تتخطّى بأبعادها آفاق عاصمة الشمال اللبناني الى المساحة الأقليمية بل الى الميدان الأوسع من ذلك، ليس لأنّ الكاتبة لونا قصير طرابلسية بل لأن الموضوع الذي تناولته في كتابها الروائيّ الرابع " مرآة الروح" يدور حول أهم حدث اقليمي ودولي شائك ومعقّد... ألا وهو الحدث السوري بامتياز الذي يدمي القلوب القاسية.

  والرواية لا يمكن أن نسمّيَها إلّا ملحمة، كون الأحداث الواردة كما يجب أن نتوقّع حتّمًا، كثرة الضحايا الذين لن نتفاجأ بسقوطهم.... 

  نعم، إن محور الشخصيات الواردة في الرواية هي علنًا "ياسمين الشام" مما يزيل الشك عن التورية المتوقّعة وعن الترميز، وهي التي يجب أن تمثّل "المستقبل" ليست سوى لقيطة تربت في دير لبناني، كان قد استشهد من استشهد من أهلها في الحرب السورية الدامية... رغم أنّ الشخصية الأخرى التي احتلت مركز الصدارة، لم يكن سوى "رمزي" المهندس الذي كان يجب أن يكون له دوره في عملية البناء لم يكن سوى وحيد أهله، وهو وارث لمرض الأم المتوفاة (رمز الأمة والشعب) الذي أقعده سنوات، وبالتالي سقطت من جراء ذلك تلك البنية والهيكلية، مما حرم ياسمين الثراء والحب والولادة، واضطرت للعمل والسفر، والتعرّف على عاشق آخر، كاد يموت بحبها...

  نعم إنّها ملحمة، والملاحم مفعمة بالموت، الذي أحاط بهذه الفتية منذ الولادة وأوصلها الى لبنان لقيطة يتيمة جميلة، وفيها وفاة ام رمزي، ثم والده مرعي (راعي الزواج) ثم الأم كريستينا، ثم انتحار البطل المقعد الرمز دون أن يقوم بدوره، رغم الرعاية المديدة، ولن نفاجأ بذبول الياسمين..!

  حتى أن البديل، أيضًا العاشق الولهان "هادي"، هو ثريّ وحيدٌ تربّى عند خالته في الخارج، يعاني من نقاط ضعف في المعدة، وقد اسقط في يده عندما أدرك أنه يعشق متزوّجة، كرّست عمرها لرعاية الزوج المصاب بمرض عضال لا علاج له...

   ربّ قائلٍ، أنها قصة المآسي المتعاقبة على بلادنا... والجواب، أنها دراما حقيقيّة فيها من الرومانسية الابداعية مما يتصل بالشعر النثري، نقلت فيها الكاتبة الكثير من المشاعر البشرية والانسانية التي تفعم قلوب العشاق، على لسان شخصياتها الذين اختارت أدوارهم بنجاح، ارتقت بها الى درجة الحكم الفلسفية...
   
  عدا ذلك، تصرّ الكاتبة على أن محور الحدث هو الصراع الذاتي بين الرغبات والواجبات والإلتزامات، الامر الذي سيجد صداه الإيجابي لدى فئة واسعة من القرّاء وخاصة القارئات، وهو موقف حقيقي لا خلاف عليه، ولكن في الواقع، وبرأيي، هو غلبة صراع المواقف من "هيكل وكيان" أي هيكلية منهارة ومقْعَدة غير مجدية وبين بديلٍ عشق "الياسمين" حتى كاد أن يستشهد في سبيله (أو سبيلها) وكاد يفقد الحياة شوقًا وغرامًا...

  على كلّ حالٍ، لم يمت سوى موسم ياسمين محدّد، ذلك لأنّ موسم ياسمين آخر قد ولد على يد البديل "هادي وماجدة"، رمز المجد؛ ولا ننسيَنَّ شعاره الذي اعتمده كان "أن ياسمين لا تستطيع ان تموت..!"
  
  والجدير بالإشارة الى ان الكاتبة كما اختارت الأسماء بحرَفيّة ناجحة، إلّا انها استنطقت عناصر الطبيعة لتلعب دورها في السياق بامتياز لم يسبقها اليه الكثيرون، دون ان نغفل ذكر الأديب الكبير "توفيق يوسف عوّاد"، الذي كان يلجأ أحيانًا الى هذا الاسلوب في بداية كل فصل من بعض رواياته، إلّا انها تجاوزت التقليد بتناول الكثير منها مثل النهار والليل والمساء والصباح والشمس والقمر والنجوم والغيوم والامطار والريح والنسيم والبحر والامواج والرياحين والأزهار والورود والطيور... وكان لكل عنصر منها إيحاءاته المعبّرة عن وضع نفسيّ مناسب، بل صارت على يديها قصيدة شعرية مفعمة بالاحاسيس المرهفة، أو الغاضبة، مما يؤسّس لأن يحتلّ مكانته في سيناريو، مرأي ومسموع، على شاشة كبيرة ام صغيرة...

  ولكي لا نغرِق الراغبين بمطالعة هذا الكتاب  بالمزيد من التفاصيل الجديرة بالقراءة والمعاينة المباشرة، نقول أن السيدة "لونا" قدّمت عملًا أدبيّـًا عربيًّا راقيًا تجاوزت به الحدود الجغرافية والذاتية... حيث لعبت في الميدان الإقليمي انطلاقًا من لبنان وسوريا إلى الخليج مرورًا بمصر، وراحت غربًا باتجاه الساحة الأوروبية، من اسبانيا وايطاليا فرنسا... ولعلها كانت توحي بالتأثير المباشر للحدث المشرقيّ على تلك العوالم البعيدة...
  
  ومن الناحية الشخصية لا ألومَنَّ من يقرأ روايتها ان يستنتج، أن تلك العاطفة الجيّاشة المحيطة بياسمين لا تبعد كثيرًا عن ذلك العشق الراقي الذي يبديه نزار قباني لرمزه المحبوب "بلقيس"... وما "بلقيسته" سوى "ياسمين الشام" بامتياز...
  
   واذا كان لا بد من إبداء الرأي، نرى أن الرواية قادرة لأن تتحوّل الى مسلسل تلفزيوني متعدّد الحلقات، على يد سيناريست ضليع، مع تعديل بعض ما يمكن تعديله من الحوارات "الجبرانية" الواردة بما يناسب المشاهد العربي والأجنبي أيضًا... وذلك اسوة بالرواية السابقة " فراشة التوت" المؤهّلة لأن تتحوّل الى مسرح غنائي ناجح مع بعض التعديلات والإيجاز...

  وفي نهاية المقال ندعو للكاتبة بمزيد من التقدّم والتوفيق، لإغناء المكتبة العربية الورقية، بإنتاجات اضافية، تتخّطى الحدود العربية الى العالمية، في زمن انحسرت فيه مؤلّفات الكثير من الأقلام التي اعتدنا على مطالعتها في أزمنة سالفة...